موقف نُوح

شعر: أديب كمال الدين

أوقَفَني في موقفِ نُوح

وقال: يا عبدي

أرأيتَ إلى صَبرِ نُوح،

وعذابِ نُوح،

ومحنةِ نُوح،

وسفينةِ نُوح؟

أرأيتَ وقد قامَ بالقومِ ألفَ سنة

إلا خمسين عاماً

وهو يذكّرهم بآياتي

فما يزدادُ القومُ إلا كُفْراً وطغيانا.

ثُمَّ قال: ربّي إنّي مَظلومٌ فانتصرْ.

فأوحيتُ إليه أن أصنع الفُلْك

واحملْ في سفينتِكَ مِن كلِّ زَوْجَين اثنين

ومَن آمنَ وما آمَن مَعهُ إلا قَليل.

فاذا أزفت الآزفةُ وفارَ التنّور

فستجري سفينتُكَ في مَوجٍ كالجِبال.

ثُمَّ قلتُ: يا سَمَاءُ أقْلِعِي

فغِيضَ الماء

واستوتْ على الجُودِيّ

وقيلَ بُعْداً للقومِ الظالِمين.

ثُمَّ إنّ نوحاً قال: "ابني!"

وقد عَقّ ابنُه ربَّه وأباه.

فقلتُ: إنّهُ عَمَلٌ غيرُ صَالِح

فكانَ من المُغْرَقين.

 

أرأيتَ كيف حملَ نُوح الأمانة

وَصَبرَ وكانَ صبره كجبلِ أُحد

وعبرَ الطوفان

والناس غرقى

في يومٍ كأنّه يوم القيامة؟

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home


شمس