الشاعر أديب كمال الدين:

 

     الحرف هو التعويذة الوحيدة التي لا ترتبك

 وهي تواجه جنون عالمنا المعاصر

  

التقاه : د. شاكرنوري

 

 

الشاعر العراقي أديب كمال الدين  دخل في معطف الدين، والتجأ إلى النقطة والفارزة  والحرف، ولكنه ظل ينظر إلى المرأة بوهم كبير. من الصوفية انتقل إلى صوفية  اللغة  وليس صوفية  الفكر والسلوك ذلك لأن هذه الصرامة  الواضحة  في شعره لا نجدها في سلوكه اليومي، روح مليئة  بالفكاهة والسخرية،  واللطافة، من دراسة الاقتصاد واللغة، انتقل إلى كتابة الشعر،وأصدر المجاميع التالية:" تفاصيل"،" ديوان عربي"،"جيم"،"نون"،"أخبار المعنى"،وأخيراً " النقطة".

ولم يقتصر عمله على كتابة الشعر بل ترجم إلى العربية  قصصاً وقصائد ومقالات  لجيمس ثيربر،  غراهام غرين، وليم سارويان، دون خوان مانويل،  إيفا لافي، فلاديمير سانجي، مارك توين، موري بيل، وعدد من شعراء كوريا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا وغانا والصين، إضافة  إلى عمله في الاذاعة  والصحافة. أعرفه منذ سنوات طويلة، وهو لم يتغير أبداً، فرح بألم على الدوام، لجأ إلى(الحروفيات  والطلاسم  واللغة ) ليتخلص من واقع غامض اختلطت فيه الألوان والأصوات. وها هو  يسعى إلى  تأسيس أساطيره  وتعاويذه  وإيقاعاته الخاصة  ومن هنا لا نجد غريباً  أن يصدر للشاعر  ديوانه الأخير (النقطة)  بعد أن  أصدر ديوان (جيم)  و( نون )... وهكذا  يضعنا الشاعر أديب كمال الدين  في حضرة  الحرف رغماً عنا. ولكل هذه الكتابة  تفسيرات، وهي تفسيرات  ذاتية  إبداعية  بالدرجة  الأولى  أجابنا  عليها الشاعر  بكل وضوح هنا، شارحاً  لنا عوالم  الكائنات الحية ـ الحروف 

 

ماهي سلطة الحرف في قصيدتك؟

 

- طوال رحلتي الشعرية، اعتمدتُ الحرفَ وسيلةً شعريةً وملاذاً ابداعياً. أردتُ استكناه سر الحرف: اطلاق مسراته العميقة أو حرمانه العظيم في لعبة المأساة التي تحرقنا ونلتذ بحريقها وتحمل اسم القصيدة. إن هذا الاستكناه، كما أعتقد، خطير في كشف دوخلي ومزج أزمنتي لخلق أساطيري الخاصة على نحوٍ خلاّق، كذلك في اطلاق متعة الشعر ومنحه فرصة أن يكون حياً وأن يبقى حياً زمناً طويلاً. لقد تحقق للعربي معجزته الروحية الكبرى إعتمادا ًعلى اللغة وتأسيسها عليها (القرآن الكريم) مثلما كان يحقق حركة ساعات يومه الاجتماعية والفكرية والفلسفية والإبداعية إعتماداً على اللغة والتي بثها شعراً متفوقاً قبل شروق شمس الإسلام العظيمة على جزيرته. وما دامت اللغة بالنسبة للعربي بهذه الأهمية فإن اختيارها ملاذاً شعرياً، ومن ثم، التزامها بهيئة مبدعة، يجعلنا نمسك بالوترالنابض في الآلة المدهشة.

 لكني في رحلتي لم أبقَ مقيماً في شاطئ الكلمة ضمن منطق شعري معروف ومتعارف عليه، بل انطلقتُ إلى محيط الحرف الغامض السريّ العجيب. وفي هذا  المحيط حفرتُ منجمي ومسرحتُ عويلي ومارستُ احتجاجي وأطلقتُ صيحاتي وخلقتُ مسراتي وكتبتُ شاهديتي، وكل ذلك طلبته وأطلبه من خلال مستويات عديدة  ينتمي إليها الحرف، كما أرى، والمستويات هي: الدلالي، الترميزي، التشكيلي، التراثي، الأسطوري، الروحي، الخارقي، السحري، الطلسمي، القناعي، الإيقاعي، الطفولي.

  لقد عمدت  في قصائد مجاميعي الشعرية ( جيم) و(نون)، (أخبار المعنى)، (النقطة)  إلى إجراء  حواريات  بين هذه المستويات  التي يمتلكها الحرف، وخلطها، أحياناً لاستخراج تركيبات جديدة  من المستويات  أو استخراج مستويات جديدة في الصورة  الشعرية أو معناها الملغز. إن  هذا الحوار أو هذا الخلط أو التركيب  سيؤدي إلى كشف مستويات  إبداع شعري  تندمج فيها طفولةُ الحرف بطفولتي،  وطلاسمُ الحرف  بطلاسمي،  ورموزه برموزي،  وروحه بروحي،  وتراثه بتراثي،  وسحره بسحري، ودلالاته بدلالاتي، وهيئته بهيئتي،  وخوارقه  بخوارقي،  وقناعه بقناعي،  وإيقاعه بإيقاعي، وأساطيره  بأساطيري، وهذا برأيي أقصى  عناوين الشعر.

 

 

ما هو الحرف؟

 

الحرف هو التعويذة  الوحيدة  التي لا ترتبك وهي تواجه جنون عالمنا المعاصر،  بل هي  تتماسك. وهي لا تمّحي بل تمحو،  حاملة إرث كل ما هو  عربي  وإسلامي، عميق وعظيم، قديم  ومعاصر في الوقت  ذاته. الحرف حرب  ضد الرداءة، فيه أغوص لأصطاد ثروة المعاني وأشتري  ثياب المعرفة وأتعمم بنور العلم. فيه أسترد طفولتي  المحطمة  وشبابي  القاسي  وكهولتي الأقسى. الحرف،  كما أرى، شبكة لصيد البهجة، والحلم، والشمس، والفجر، والألم العظيم.

الحرف سر عظيم  لا يعرفه حق المعرفة إلا القلة، وكلما ازدادوا معرفة به ازدادوا معرفة بالعالم، وكلما ازدادوا معرفة بالعالم ازدادوا جهلاً بانفسهم وبالشع ، وبالحرف حتى!

 

أنت تبحث في المعنى.. هل وجدته في الشعر؟

 

لم يكن الشعر عندي هدفاً بحد ذاته بقدر ما كان وسيلة  لفهم عالمنا المعاصر حيث ضياع الفرد وقزميته المخيفة وحيث استلابه الكبير وغربته التي تبدأ مع صرخة الولادة  لتنتهي بإشارة الموت،  العالم لا يـُفهم البتة. لم يستطع الفلاسفة ولا العلماء، لا المتصوفة ولا  الزهاد، لا الأباطرة  ولا العباقرة، لا القتلة  ولا أهل المحبة، لا الشعراء ولا أهل الادب بعامة  أن يفهموا سره . نحن نعيش في ظلام مطلق وكليّ.  ربما الأنبياء استطاعوا أن يمسكوا بسر العالم ومعناه عبر خطابهم الإلهي المباشر. ومع ذلك فلقد صرح بعضهم مراراً بحاجته إلى فهم المزيد من سر العالم واليقين والإله ، ومخاطبات إبراهيم (ع) وموسى (ع)  مع  الله  خير مثال

لنعد إلى السؤال، هل تعتقد يا صديقي العزيز، إن الشعر  بعد كل هذه المعاناة الكبرى، وبعد هذا الظلام الدامس الذي يحيط بالبشرية يستطيع أن يمسك بالسر؟ إنه يحاول ويحاول ويحاول ولا يكف عن المحاولة. ولكن ـ واأسفاه ـ  فإن أعظم الشعراء الذين أنجبتهم البشرية لم يقدموا لنا الاّ  عواطف أو مشاهد غامضة تتخلها، في أحسن الأحوال، ومضات خاطفة مشرقة، أو غربة كبرى  مثخنة  بالجراح، أو ربما قدموا لنا سر الله في الطبيعة، كأن وجدوا العالم كله في وردة ندية  أو نهر يتدفق أو شمس تذوب  في البحر وهكذا

 

عالمك الشعري قائم على (لغة) حروفية. ما هو مستقبل هذا العالم؟

 

قبل كل شيء، أنا مستمر في كتابة  القصيدة الحروفية  متنقلاً كنحلة  ما بين  أسرار الحرف  اللامتناهية  ومجاهيلها العظيمة. وأظن ان مستقبل هذا العالم حسن بدليل القبول النقدي الذي حظيت به مجاميعي الشعرية من قبل النقاد وغنى بعض الدراسات التي كتبت في هذا الشأن وكثرتها والحمد لله

أما على مستوى  العمل، فأنا والحرف في حالة عشق دائمة.  وأفضل ما يفعله العشاق وصولاً إلى الفرح الغامض هو البوح وكشف المستور وتبادل الأسرار . إذن ، فأنا، بمشيئة المهيمن، على موعد مع البوح والسر دائماً

 

قصيدتك بشكل عام، تقوم على أساس صوفي، كيف يتسنى لك استلهام المعنى الصوفي في المعنى الشعري؟

 

أنا لا أستخدم المصطلحات والمعاني الصوفية  كما هي في التراث الصوفي المعروف، بل استخدمها،  في الغالب،  كما افهمها أنا،  أنا الذي احتوى فيّ العالم الأكبر، مستنداً في ذلك على ثقافتي القرآنية  والدينية  والتراثية  مع ثقافتي المعاصرة، ثم إنني  أمنح المعنى  الصوفي معنى حسياً والحسية، كما أعتقد هي جوهر الشعر. إذن أنا أبعد الشعر عن السقوط في الذهنية التي هي ألد أعداء الشعر. وأحاول، على الدوام  أن أقود المعنى  الصوفي إلى المعنى  الشعري لا العكس 

ففي مجموعتي  الرابعة ( نون )  ـ على  سبيل المثال ـ  أعطيت للنون معنى الحب الكبير قبل كل شيء ، فغازلتها وراقصتها ووصفت محاسنها وجمالها وامتدحتها وقبلتها  قبل أن أحرق جسدي  وروحي لأذوب  في النون ذلك الذوبان المطلق

 

ديوانك الجديد (النقطة) .. ماهو المعنى الصوفي ـ الشعري  في النقطة؟

 

النقطة هي مركز العالم. فلقد ذكر في تراث المتصوفة  وكذلك في تراث الأولياء، إن العالم ممثل كله في القرآن، والقرآن كله في الفاتحة، والفاتحة  في البسملة، والبسملة في الباء، والباء في النقطة، وأنا النقطة.

لقد كتبت في قصيدتي (محاولة في أنا النقطة):

أنا النقطة

أنا بريق سيف الأصلع البطين

أنا خرافة  الثورات  وثورات الخرافة

أنا معنى  اللامعنى  وجدوى اللاجدوى

أنا دم أخذته السماء ولم تعطه الأرض

أنا بقية مَن لا بقية له

أنا الفرات قتيلاً ودجلة  مدججة  بالأثم

أنا ألف جريح

ونون فتحت لبّها لمن هبّ و دبّ.

 

كيف تمكنت من تحويل الحرف والنقطة إلى (لغة)؟ وما هو دليلك في ذلك؟

 

لقد حولتُ الحرف والنقطة إلى لغة  بالصبر والإخلاص والبحث والتأمل والزهد والتهجد والتضرع والدموع. حولتها في زمن عجيب غريب هو زمن الغياب والتغييب والسقوط الجماعي، والأكاذيب  الحقيقية والحقيقة  الكاذبة،  والكذبة الصادقة، والصدق لأجل الكذب، واختلاط الأوراق والمصالح، واشتعال الحروب والزلازل وهروب الشعوب، وتبادل الأقنعة والمواقع والأسماء والأدوار والأنخاب،  واعتماد الترهات دليلاً لتفسير الكون والحاضر  والمستقبل. في هذا  الزمن اكتشفت نفسي وحرفي  ونقطتي فصهرتهم معاً

 

كيف ترى مستقبل الشعر العربي ضمن مشروع قصيدة النثر؟

 

مستقبل الشعر العربي على صعيد الشكل يكتنفه الغموض، فإذا كانت القراءة الأولى، تشير بوضوح، إلى سيطرة  قصيدة  النثر لاسباب عديدة على المشهد الشعري العربي، فإن ظهور العديد من الاسماء الشعرية  الشابة  التي تكتب الشعر العمودي بذات التقنية التي كانت عليها القصيدة العربية  القديمة  يضع المتتبع أو المراقب أمام حيرة  قد تكون مؤقتة  أو قد لا تكون.

ويبدو ان هذه الاسماء الشابة التي تكتب الشعر العمودي لا تعترف بالتطور التاريخي للقصيدة  العربية، ولا بالتطور الحضاري، ولا بتغير حساسية  المتلقي،  ولا بعصر الاتصالات والحاسوب، بل إنها تكتب القصيدة العمودية كرد فعل عللى ما ينشر من  قصائد نثر ركيكة  في أحيان كثيرة. وهذا بالطبع، لوحده،  سبب غير  كاف. فمن المعروف ان قصائد الشعر الحر التي كتبها الرواد ومن تلاهم في مختلف الاقطار العربية  لم تكن بمستوى واحد، بل لم تكن على مستوى واحد على صعيد الشاعر نفسه، وكان بعضها هزيلاً  للغاية، وأكثر تخلفاً حتى من بعض قصائد الشعر العمودي التي يفترض بقصائد الشعر الحر انها جاءت  لتثور عليه وتحل محله

وهذا تكرر، بشكل واضح، مع قصيدة  النثر. إذ ان الكثير من الشعراء استسهل هذا الشكل ولم يتعرف إلى صعوباته الحقيقية فغياب الوزن والقافية يتطلب من الشاعر، بداهة، أن يبذل جهداً إبداعياً  وفنياً أكبر لتعويض غيابهما (المفجع)  عن أذن عربية  ألفتهما لقرون وقرون.

ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن، برأيي، في الإخلاص للشعر قبل أن تكمن في الشكل الشعري، ذلك إن الأبداع الشعري يتطلب إخلاصاً لا تشوبه شائبة  للعملية  الشعرية  ولايمكن بأية حال من الأحوال ابتزاز الشعر أو مداهنته أو تقزيم قيمه الإنسانية  والجمالية  الكبرى  في الطريق لكتابة  قصيدة  ذات شأن أو أثر إبداعي باذخ. لابد للشاعر أن يحترم روح الشعر التي لا تقبل المداهنة  والنفاق والإسفاف والتضليل لكي يستطيع أن يكتب قصيدة  مبدعة  تتحدى  الزمن وتبتكر المختلف وتمتع المتلقي وتبهجه.

 

خطابك الشعري مخادع وهو يبدو بسيطاً في ظاهرة  ولكنه متشكل من رؤى صوفية  وفلسفية، كيف يحدث ذلك ؟

 

كل خطاب شعري مبدع، بل كل خطاب شعري عظيم، يبدو بسيطاً في ظاهره، ولكنه  عميق في داخله برؤاه الصوفية  والفلسفية، هذه مسألة  اكيدة  تماماً ولا تحتمل النقاش.

فاذا انطبق ما تقوله، يا صديقي العزيز،  على شعري، فهو هو غاية  المراد،  وعظيم  الهدف، ونهاية  التحصيل. أنت تمتدحنى كثيراً بسؤالك هذا. وأرجو من الله أن يكون قولك أو سؤالك حقاً ظاهراً وباطناً!

 

الحصار!

 

سؤال الحصار أعتبره، بحق، سؤالاً جارحاً. فأنا خجل لأنني أعيش في زمن تُحاصر فيه  البلدان وتضيع  فيه الحقوق وتمارس فيه  العقوبات الجماعية  التي تبدأ بميم الموت ولا تنتهي إلاّ بتائه الممتدة  كقبر.  وتكون النتيجة  ان الفقراء والضعفاء والمساكين  والمستضعفين والمرضى والشيوخ والأطفال هم  الذين يدفعون وحدهم ثمن الحصار وارتباك العالم وسطوة  المصالح وتبادل الأقنعة  والأكاذيب وترهات النظام العالمي الجديد.

شيء محزن، بل مخجل، اننا نعيش في أعتاب الألفية الثالثة، ولا يزال الحصار، هذا السلاح البدائي الفظ هو المستخدم بقوة وعنف شديدين، والنتيجة التي تتحقق هي مزيد من موت الأطفال والفقراء والمستضعفين، مزيد من موت الفقراء وأطفال الفقراء، فما معنى  هذا؟ أي عالم مجنون وعبثي هوذا؟

عملياً، وعلى مستوى  كتابة الشعر فلقد أرغمني الحصار على استخدام الأسود والأحمر فقط، لأن بقية الألوان  الهادئة  اختفت إلى الأبد في واقع الحصار.  ولم أعد أكتب الحروف ـ  في زمن المعاناة  التي لا شبيه لها ولا مثيل ـ  بالحبر بل بالسكين.

الأديب العراقي، أينما كان هو أديب محاصر، ولكنه كتب ويكتب الآن أدباً مغايراً مليئاً بالإبداع والكشف والاختلاف. الحصار صيره أديباً له امتيازه الخاص، لأنه ينام على الجمر ويتنفس الرماد،  طبعاً أعني بكلامي هذا الأديب الحقيقي  صاحب الكلمة المسؤولة الصادقة  المبدعة،  لا الأديب الذي صار بالصدفة  العجيبة أديباً. وإذا ما قُدّر لهذا الأدب الحقيقي أن يُنشر ويُطّلع على تفاصيله فسيكون أدباً يدعو إلى الفخر، إنه أدب القتال بالأظافر والأسنان، لا أدب الفراغ والنفاق والتفاهة  وتدليك الخصى.

 

بعد مجاميعك العديدة .. هل تؤمن برؤية  شعرية  تريد مواصلتها عبر مجاميع أخرى؟

 

نعم، أؤمن بذلك تماماً. وأرى ان ايّ شاعر لا يمتلك رؤية شعرية (فنية وفكرية) خاصة لن يكون شاعراً صاحب شأن إبداعي بأية حال من الأحوال. هذه الرؤية  الخاصة  مطلوبة  بحق . بدونها  يكون الشاعر رقماً في قطيع ونكرة  تضاف إلى سلسلة  نكرات العالم.

وكما قلت في بداية  الحوار فان الحرف هو عنواني  الخاص فنياً وفكرياً، ذلك أن الالتحام به ـ بالنسبة لي ـ ليس أمراً فوقياً، بل هو أمر نابع من الأعماق، ذلك لأنني ملتحم بالحرف معاناة  يومية  واطلاعاً مستمراً على منبع الحرف العربي العظيم  أعني  به القرآن الكريم.

 

 

جريدة القدس العربي اللندنية  9 – 10 - 1999

 

 

الصفحة الرئيسية