الشبيه

شعر: أديب كمال الدين

 
 

 

 

سيكون معك:

اسمه سيتكرر أمامك

مثل كوارثكَ التي لا تكفّ

عن الحضور.

وسيتنفّس معك:

نَفَسَهُ ثقيلٌ أثقلُ من دخانِ الموت

وطلعته كئيبة

مثل جمجمة متروكة في العراء.

قد يكون صديقكَ، إذن،

وقد يكون زميلكَ أو شبيهك.

مَن يدري!

ربّما هو مثلكَ يحبّ التمثيل.

لذا سيزعم أنه مَثّلَ من قبل

دورَ هاملت أو ماكبث

أو الحلاّج  أو النفّري

أو حتّى زوربا اليوناني.

لا تنزعجْ

قد يكون هو الممثل الحقيقي

وأنتَ المزيّف!

وربّما هو المُخرج

وأنتَ الممثل الثانوي

أو المشاهد الكسول

أو بائع الفلافل ببابِ المسرح.

مَن يدري!

ولذا ينبغي أن تحترم أكاذيبه اللامعات

بل ينبغي أن تجيد فنَ الكذب

حينما يسألكَ عن دوره المسرحي الجديد،

فتختار له دورَ الأسد

- وأنتَ تعرفُ كم هو خرتيت-

بل ربّما ستدعوه أسداً

حتّى بعد انتهاء حطام المسرحية.

ولكي ترتاح بعض الوقت

ستسمّيه فيلاً

وتمنحه دورَ الفيلِِ بسعادةٍ غامرة

وأنتَ تعرفه قرداً

يقفزُ على الأشجارِ العالية

أمام عينيكَ  كلّ يوم

ليملأ الهواءَ صراخاً وزعيقاً.

إنه مَن سيشارككَ الشاطئ والبحرَ والسفينة

وربّما سيشارككَ الملجأ في الصحراء

ويركب معكَ قاطرةَ الخوف

أو طائرةَ المجهول.

وربّما،

إن كنتَ محظوظاً،

يجلس معك

غامضاًً مرعباً

مثل جثّة مُحنّطة

في بهوِ الانتظارِ الكبير!

 

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة