حاء باء

 

شعر: أديب كمال الدين

 
 

 

حينما متّ

لم يشأ أحدٌ أن يخبر الحروف

بالنبأ الأليم

عدا الحاء الذي أعلمه قلبُه بالنبأ

والباء الذي خَطَرَ له خاطرٌ في المنام

فأصرّا أن يرافقاني إلى مثواي الأبدي

في أقصى قارّاتِ الماءِ والمساء

باكيين

مذهولين

كمركبِ لاجئين

يغرقُ في بحرِ الظلمات.

نعم،

فالحاءُ رفيقُ طفولتي المُحنّطة

بالبردِ والحرمان

وشبابي الذي يشبهُ جَمَلاً تائهاً

في الصحراء.

والباءُ رفيقُ شيخوختي التي بددتُها

على الشاطئ البعيد

أتأمّل زرقةَ البحر

وأكاذيبه

أعني قصائده العارية التي لا تكفّ

عن الموتِ والهذيان.

 

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة