وصايا

شعر: أديب كمال الدين

 
 

 

(1)

أيّها الحرف

في اللحظةِ التي ستدخل فيها إلى المسرح

عارياً كسمكةٍ في الماء،

ستُفاجَأ بالحروفِ التي تحيطُ بك:

حروف مرتزقةٍ وأوغاد،

حروف مجانين وأدعياء،

حروف متصوّفةٍ، عشّاقٍ وأنبياء.

ستُفاجَأ، وأنتَ تدخلُ إلى المسرح

عارياً كطفلٍ وُلِدَ الساعة،

بدموعِ تلك الحروف

أو ندمها

أو ارتباكها

أو أكاذيبها

أو هلْوَسَتها

أو ضياعها.

(2)

ولكي تمسك غيمةَ الروحِ على المسرح

وتطلقها إلى سماءِ الله ،

ينبغي عليكَ أن تتماسك

وسط السيرك

وأن تتأمّل وسط حديقة النقطة

وأن تبتهج وسط الحلَبة

وتغنّي خارج- داخل الجوقة

وترقص على الصراط.

 (3)

حين تكمل دوركَ الصعب

- بنجاحٍ ساحقٍ أو فشلٍ أكيد-

متّجهاً إلى بابِ الخروج

تذكّرْ،

أيّها الحرف،

تلك الحروف التي التقيتَها

في السيركِ أو الحلَبة

في الجوقةِ أو الحديقة

أو على الصراط.

تذكّرْ وجعَها الأليم ومباهجها الزائلة.

تذكّرْ كيفَ كشفتَ بسرِّ العارفين

ولوعةِ المُحبّين

دموعَها،

ندمَها،

ارتباكَها،

أكاذيبها،

هلْوَسَتها،

وضياعَها الأبدي!

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة