رقصة سرّيّة

شعر: أديب كمال الدين

 

 

1.

إلهي

غنّتْ ربّةُ المعبدِ الحبَّ والحبَّ كلّه

ورقصت الحلمَ والحلمَ كلّه

لتكتبَ فوقَ لوحِ الوجود

السرّ وسرّ السرّ.

فَمَن لي،

إلهي،

بقلبٍ يتحمّلُ كلَّ هذا الجمال

وهذا الجنون؟

2.

رقصتْ وغنّتْ.

فغنّى معها كمانُ الجسد

صاعداً مثل أفعى.

ودمدمَ الطبلُ: طبلُ الجسد

كاهناً يتلو آيةَ الزلزلة،

عاشقاً يجرّبُ أن ينتحر

وقت الغروب في دجلة العابثة.

وضحكَ الناي: ناي الجسد

نافورةً تبعثُ للأطفال

ماءً من الوردِ والمسرّة.

ورقصَ الدفُّ: دفُّ الجسد

ساحراً يستبيحُ بحراً من اللذّةِ والقُبَل.

ورقصَ الضوءُ: ضوءُ الجسد

شاعراً يكتبُ النون

ليختمها بنقطةِ الكون

نافثاً سرّها إلى آخر الأرض

ومطلقاً طائرَ الروح

إلى سمواتكَ السابعة!

3.

إلهي

رقصتْ ربّةُ المعبد

ساعةً واحدة.

فَرقصتُ من فرحٍ وجنون

سبعين عاماً

وكتبتُ عنها سبعين كتاباً

وتبتُ سبعين مَرّة

ومتُّ سبعين مَرّة

ولم أزلْ أراقصها

أو أراقص صوتَها أو حلمَها

درويشاً نصفه نارٌ ونصفه طين!

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home