قمر أسود وكلب رماديّ

 

شعر: أديب كمال الدين

 
 

(1)

ربّما أنتِ قصيدة بلا عنوان

أو قصيدة بلا معنى

أو ربّما أنتِ حرف لا يخصّ أحداً سواي

في آخر المطاف

مشينا معاً في مدينةِ الجوعِ والمزابل الليلية.

كنّا ثلاثة

والقمرُ الأسودُ يحرسنا بعبثه الأسود

كان يحرسنا من أنفسنا

ومن الخديعةِ التي وجدتُكِ فيها

تتأرجحين كالجحيم.

ياليته لم يحرسنا

وياليته لم يكن معنا

وياليتني لم أكن معك.

وصولاً اليك

ياليتني بقيتُ مخدوعاً من دونِ قمرٍ أسود

وياليتني بقيتُ قمراً أسود

 من دونِ كلبٍ رماديّ.

(2)

كنتِ ترتجفين؟

كنتِ ترتعدين من الهلعِ؟

استجرتِ عليّ بالكلبِ الرماديّ؟

كنتِ تموتين من هولِ المفاجأة؟

أم من هولِ ما بعد المفاجأة؟

ولكنك كنتِ بين ذراعيّ المرتبكتين

تبتسمين بحروفِ الشهوة!

لماذا أخرجتُكِ، إذن، من جنّةِ الكلب؟

الكلبُ يلهثُ، يا إلهي، ونحن نتعرّى في الفراش!

لماذا أخرجتُكِ، إذن، من جنّةِ الخديعة؟

لأضيّعكِ فيما بعد؟

ولأضيع معكِ في حديقةِ الحيواناتِ البشرية؟

ولكنكِ كنتِ ضائعة حدّ اللعنة!

هل أنتِ كابوس؟

كابوسٌ مقدّسٌ أم رماديّ؟

(3)

السطرُ يمتدّ كتاء التابوت.

لاجدوى، بالطبعِ، من البكاء ومن الدمع.

لاجدوى، بالطبع، من لهاثِ الكلب

ولاجدوى، بالطبع، من حديقةِ الحيواناتِ البشرية:

حديقة القمر الأسود والكلب الرماديّ.

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة