قصيدة بلا عنوان

 

شعر: أديب كمال الدين

 
 

 

(1)

حين نثرتُ حروفي على الورقة

رأيتُها في مشهدٍ عجيب:

رأيتُ حرفاً يشعلُ الحرائق

في كلّ مكان.

ورأيتُ الآخرَ يخنقُ الماضي

ويذرُّ رمادَ المستقبل.

ورأيتُ الثالثَ يجلدُ نفسه.

والرابعَ يحلمُ بغيمةِ حبّ

تأخذه بعيداً بعيداً

حيث الأجساد بنعومةِ الزبدة

وبلذّةِ قُبْلةِ الوصال.

ورأيتُ الخامسَ يمارسُ الغشّ

مستمتعاً بالأكاذيب والترّهات.

ورأيتُ السادسَ باكياً على طفولته

والسابعَ مصعوقاً من نقطته

والثامنَ غاطساً في الياء والسين

والتاسعَ ضائعاً في كأسه وخمرته.

(2)

كان المشهدُ رمادياً.

والقصيدة،

أعني الجملة،

أعني الكلمة،

بحروفها التسعة

عصيّة على الولادة

مادامت عصيّة على الوصول إلى نفسها

في آخر المطاف!

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة