لا فائدة!

 

شعر: أديب كمال الدين

 
 

 

حين ولِدَ الحرف (هل لولادته فائدة؟)

نزلَ ليسبح في بحرِ اللغة

حتّى كاد يغرق في بحرها المتلاطم العجيب

قيلَ له: ابحثْ عن نقطتكَ يا هذا!

قال: هل من فائدة؟

قيلَ له: لا معنى لك دونما نقطةٍ فانتبهْ!

وإذ بدأَ رحلةَ البحثِ هذه

واجهته كوارثُ البحرِ كلّها

فأُصيبَ بسوء الحظّ

وسوء التوقيت

وسوء التقدير

وسوء الاختيار

وسوء التدبير.

لم يستسلم الحرف

كان قلبه مثل شمسٍ استوائيةٍ مبهجة.

قيل له: إياكَ أن تستسلم

فاللغةُ بحر عنيد

وليست هي العيد أو مركب العيد.

هكذا كافح الحرفُ سبعين عاماً

هي العمر كلّه

حتّى أُصيبَ، أخيراً، بسوء العاقبة!

واأسفاه

لا فائدة!

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة