لماذا

 

شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

 إلهي

لقد غيّبَ الموتُ العاشقَ والمعشوق

والمغنّي

والأغنية

والمستمعين  واحداً بعد الآخر.

ثم غيّبَ الموتُ صاحبَ المقهى الذي كان

يذيع الأغنيةَ كلّ يوم

من مذياعه العتيق.

ثم غيّبَ المذياعَ العتيق

وكراسي المقهى ومراياه الكبيرة.

وأخيراً،

دون مقدمةٍ ذات مغزى أو معنى،

غيّبَ الموتُ النهرَ الغامضَ الذي كان

يعطي المقهى

والأغنية

والمغنّي

والمستمعين

وصاحبَ المقهى ومذياعه العتيق

سحرَ الحياة.

إلهي

وحدي كنتُ الحيّ الباقي،

الحيّ الشاهد على ما حدث،

أعني الحيّ الذي يكتبُ هذه الحروف

بقلمه المرتبك حدّ اللعنة

والذي يتوقف كلّ دقيقة

ليتأكد من أن أصابعه لم تزلْ

تستطيع الكتابة!

 

 

الصفحة الرئيسية  

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة