محاضرة عن صناعة الكتاب الثقافي

كتاب (الحروفي) أنموذجاً

 

 

زهير الجبوري

 

  ضمن برنامجه الأسبوعي وبتاريخ 30 كانون الثاني 2008 ، قدّم الاتحاد العام لأدباء العراق- المركز العام ببغداد محاضرة عن صناعة الكتاب الثقافي: (كتاب الحروفي أنموذجاً). قدم الفعالية الناقد زهير الجبوري وشارك فيها الشاعر مازن المعموري والكاتب طارق حرب، مع مداخلات عديدة من قبل الأدباء الحاضرين ووسط حضور مميز من الوسط الثقافي.

  تحدث مقدم المحاضرة عن إشكالية الكتاب الثقافي في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم في مناحي الحياة والعلوم كافة، وعن ارتباطه بالخطابات السياسية والدينية والاقتصادية، وارتباط الكتاب الثقافي بالذائقة النخبوية ازاء مايطرحه الكتاب من تحولات دقيقة لا تصل بشكل مكتمل الى عامة الناس إلا ضمن نطاق محدود. أما كتاب (الحروفي) الصادر مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بإعداد وتقديم الدكتور الناقد مقداد رحيم، والذي يُعدّ، بحق، الخلاصة النقدية لكل ما كُتب عن تجربة الشاعر العراقي أديب كمال الدين فقد أعطى خلاصة متميزة، وإنارة موسعة  في تناول وطرح تجربة شعرية- إبداعية - حروفية مهمة من حيث تشكلّها الثقافي، وحضورها النوعي، ومنجزها المتحقق والذي شجّع عشرات الأسماء النقدية والشعرية والقصصية على تناوله بقصد استشراف آفاقه.  والشيء اللافت للنظر أن الأقلام التي تناولت الشاعر أديب كمال الدين  كانت من أجيال أدبية مختلفة ومن مستويات ومصادر معرفية متعددة، كالناقد الأكاديمي والناقد الحداثي والناقد الصحفي. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ- بالتأكيد- على الأهمية التي تتمتع بها تجربة أديب كمال الدين باعتباره واحداً من أهم الشعراء العراقيين والعرب الذين ركّزوا على الحرف العربي وأبعاده الصوفية المطلقة عبر مجاميعه العديدة التي تناولت الحرف العربي من جوانب متعددة منذ عقود، من أمثال: (نون)، (جيم)، (أخبار المعنى)، (النقطة)، (حاء)، (ما قبل الحرف.. ما بعد النقطة)، ( شجرة الحروف).

  بعدها قرأ الشاعر مازن المعموري  ورقته النقدية عن الشاعر الحروفي وما كُتب عنه من دراسات نقدية، ثم أشار الى النظام اللغوي الذي أعتمده أديب كمال الدين وكيفية إعطاء شكل معرفي فيه، أعني خلق شكل شعري معرفي بأدوات فنية  ذات مهارة خاصة انفرد فيها الشاعر ليحقق حضوره نقدياً، بحيث كتب عنه 33 ناقداً متميزاً في الساحة العراقية والعربية من أمثال د. حاتم الصكر، د. عبد العزيز المقالح، د. عبد الإله الصائغ ، علي الفواز، د. ناظم عودة، د. حسن ناظم، د مصطفى الكيلاني، د عبد الواحد محمد، د. عدنان الظاهر، عبد الرزاق الربيعي، صباح الأنباري، ريسان الخزعلي، عيسى حسن الياسري، خليل إبراهيم المشايخي ، صالح زامل حسين، هادي الربيعي،  د. إسماعيل نوري الربيعي، د. حسين سرمك حسن، رياض عبد الواحد ، د. محمد صابرعبيد، د. بشرى موسى صالح، عيسى الصباغ،  ركن الدين يونس، ومعين جعفر محمد.  

 كذلك أشار مازن المعموري إلى فلسفة جمال الحرف العربي وتأسيس عالم حروفي من قبل الشاعر ذاته ليقف أمام تناظرات معرفية خطيرة، كان يدرك – أي الشاعر- خطورتها وأبعادها  التراثية والصوفية والروحية والقناعية والسحرية والرمزية والدلالية والتشكيلية مع تركيز حاصل ،على الأغلب، على البعدين الصوفي والديني للحرف.

  ثم جاءت مداخلة الكاتب والمحامي طارق حرب بقوله: إن الشاعر أديب كمال الدين يحتاج الى وقفة وتصنيف،  لأن رحلته الحروفية هي بالأحرى رحلة معرفية فلسفية في ماهية الحرف وصولاً الى استخراج شعريته الكامنة.

 في حين جاءت مداخلة الشاعر عبد الستار الأعظمي لتشير الى أهمية تسويق الكتب الثقافية ، والنقدية خصوصاً، لتصل الى مبتغاها الأخير: المتلقي .

 أما مداخلة الشاعر جبار سهم السوداني فقد تمحورت حول الاشتغال الحروفي لدى أديب وتألقه المفعم بالأبعاد الأسطورية. وتركّزت مداخلة الكاتب أحمد البياتي حول الجانب الإعلامي  وضرورة اهتمامه بالمطبوعات المهمة ككتاب (الحروفي). ثم جاءت ملاحظات الشاعرين عبد الحميد الجباري وجليل الجوراني  حول ضرورة توفّر الكتاب النقدي لجمهور القراء بشكل ميسر.

 وكان ختام المحاضرة كلمة لمقدمها  أشارت الى حقيقة أن كتاب (الحروفي) قدّم لنا تجربة مهمة جداً في مجال شعري مهم، لابد من الحفر فيه والاعتناء بمتابعته منجزه المتحقق. ثم قرأ بعض الآراء التي قيلت بحق الشاعر أديب كمال الدين ووردت في الكتاب.

 

 **************************

نُشرت المتابعة في موقع كتابات 1 شباط 2008

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home