شهرزاد 

شعر: أديب كمال الدين

 

 

ستحكين الحكاياتِ - ما أجملها!-

إلى شهريار المحدّقِ في شفتيّكِ مدهوشاً.

ستدّعين أنَّ حروباً عظيمةً نشبتْ،

وسفناً محمّلةً بالذهب

غرقتْ في أعالي البحار،

وملوكاً صُلِبوا ثُمَّ قاموا من الصلب،

وشطّاراً حكموا أزقّةَ بغداد،

وعشّاقاً جنّوا من العشقِ والحبّ،

ونساءً مارسنَ السحرَ والجنس

في النهرِ وقت المساء ووقت الشموع.

ستدّعين أنّكِ كنتِ مع السندباد

في كلِّ مركب.

وكانتْ مفتّحةً لكِ ولبناتِ جنسكِ الأبواب،

مفتّحةً لكِ ولهنّ

ولرغابتهنّ ومكائدهنّ وألاعيبهنّ.

سيذهلُ شهريار الملكُ بحكاياتِكِ الهائلة

وهو الذي يتأمّلُ كلّ ليلة

في شفتيّكِ ثُمّ في عنقِك

ليرى كيفَ يكونُ موضع السيفِ فيه!

سيذهلُ وأنتِ تقودينه مثل أعمى

إلى خارجِ مملكةِ الوهم

ثُمّ إلى داخلِ مملكةِ الوهم.

سينسى شهريار شيئاً فشيئاً

مأساتَه التي زلزلتْه

وصيّرتْه إلى محضِ رماد.

سينسى وهو منتبه إليك:

إلى كلِّ حكاية،

إلى كلِّ حلم،

إلى كلِّ كلمة،

إلى كلِّ حرف

حتّى يتحوّل في آخرِ حكاياتِكِ الساحرة

إلى طفلٍ سعيدٍ وديع،

إلى طفلٍ دونما ذاكرة!

الصفحة الرئيسية