بطاقة تهنئة

 

 شعر: أديب كمال الدين

 

1.

أعطوك

– ربّما عن طريقِ الخطأ-

بطاقةَ تهنئةٍ بالعامِ الجديد:

كانتْ شجرةً مُثلّثة

بخمسِ حماماتٍ بِيض.

لم تعرفْ، بالطبعِ، مَن المرسل.

ولم تعرفْ لِمَ لم يسلّموها إليكَ باليد،

ولِمَ وضعوها قربَ عتبة الباب

ثُمَّ اختفوا

دونَ أنْ يكتبوا عليها أيَّ شيء.

 

2.

قبلَ أربعين عاماً،

ربّما أكثر،

وصلتْكَ مثل هذه البطاقة.

وكتبتَ عنها

قُبْلةً، قُبْلَتين.

أعني قصيدةً، اثنتين،

كتاباً، كتابين،

ربّما أربعين كتاباً.

وحلمتَ بأنّكَ الطائر

بل وقفتَ على جبلِ القصيدة

وأفردتَ ذراعيكَ كجناحين

وسقطتَ في الوادي

كما هو مُنتَظَر.

وكانَ سقوطكَ مُدوّياً

كلُّ الحروفِ سمعتْ به:

الحاءُ التي بكتْ

والراءُ التي ارتبكتْ

والتاءُ التي امتدّتْ طويلاً

كبحرٍ عظيم.

كلُّ الحروفِ سمعتْ به

إلا الألف-

الذي هو أنت-

تظاهرَ بالصمم.

 

3.

لا بأس.

هذه المرّة

لا تكتبْ عن الطائر.

أنتَ لستَ بطائر،

فهمتْ؟

ولا عن الجناح.

أنتَ لستَ جناحاً،

فهمتْ؟

ولا عن المنقار.

أنتَ لستَ منقاراً،

فهمتْ؟

ولا

ولا

ولا.

اكتبْ، فقط، عن الريش.

أنتَ ريشةٌ سقطتْ من جناحِ طائر.

سقطتْ فحملتْها الريح

مِن بلدٍ إلى بلد،

ومِن بحرٍ إلى بحر،

ومِن عشٍّ إلى عشّ،

ومِن حرفٍ إلى حرف،

ومِن سماءٍ إلى سماء،

ومِن عبثٍ إلى عبث،

ومِن رعبٍ إلى رعب،

ومِن موتٍ إلى موت،

ومن جحيمٍ إلى جحيم!

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home