اعتكف في صومعة (حروفه) فتفجّر ينابيع ذهبية من الابداع 

الشاعر الحروفي أديب كمال الدين في حوار خاص

 

 

 

 


* أخلصتُ للحرف عبر عقود من السنين حتي أصبح قَدَري

*  كل ما أكتبه الآن هو شعر غربة ومنفى

*  ما مِن شيء مخطط له في الشعر الحقيقي فهو تلقائي يكره التخطيط 

* قصائدي تتناول مشكلات الإنسان الكبرى كالموت والحب والوحدة والحرب 

* المرأة للشاعر مصدر لا ينضب للجمال وللإلهام

* تجربتي الشعرية الحروفية الصوفية نالت اهتمام النقاد والدارسين في مختلف البلدان العربية والعالم 

* أخلصت للشعر طوال عمري ولم أركض خلف الذهب أو الجاه أو النفوذ أوالمنصب

حوار :علي جبار عطية

 

 

 

 

شاعر له تجربته المتميزة في التناول والموضوع والمعالجة ... صحا من طفولته مبكرا فوجد نفسه عاشقا للحرف وتجلياته ولم يفق بعد من نشوة الوجود الحروفي الذي يكتنف جوانحه ليل نهار. شعره يتمايز عن مجاييليه بطرحه الاسئلة الكبرى للحياة وللوجود. عاش محن الحرب والحصار والتغرب والانتقال المستمر في المنافي فكان لذلك كله تجليات في شعره . والحديث عن (أديب كمال الدين) الذي هو أحد القامات الشعرية المهمة يطول فكان لجريدة (الاتجاه الثقافي) هذا الحوار الحصري معه في أستراليا عبر وسائل الاتصال الاجتماعي .

- مَن تراه أثّر في جعلك تنحو هذا النحو في الكتابة القريبة من كتابات المتصوفة؟

* إنه السبب ذاته الذي جعلني أكتب الشعر: محاولة فكّ شفرة الحياة، ومحاولة فهم أسرارها العميقة والزائلة، الجميلة والساخرة، ومحاولة التكيّف مع مِحَنها التي لا نهاية لها.

فبمزيج عجيب من مِحَن الذات والوطن، من مِحَن الحرمان والحرب، من مِحَن القمع والحرية، من مِحَن الولاء للروح أو الولاء للطغاة، من مِحَن الجوع أو مِحَن الذهب، من مِحَن الحلم والموت، من مِحَن الطفولة الضائعة والشباب المحروم والشيخوخة المتوحدة، من مِحَن أن تكون أو لا تكون، من كل هذا المزيج العجيب الغريب، المضحك المبكي، اكتشفتُ- في ومضة حريق استغرقت عمري كله- أنّ الدنيا لا تغرّ إلّا السفهاء ولا تشغل إلّا الأوغاد ولا تغوي إلّا المارقين، فكان أن اتبعتُ هدى ومحبّة مَن دخل إلى الحضرة الكبرى فقيل له "صفْنا" فأوصى محبّيه أن كونوا كعابري سبيل. وهو هدى يدل على مَن سبق ويشير إليه: إلى حيرة مَن لولا تسبيحه لبقي في الحوت إلى يوم يبعثون، إلى دموع مَن قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، وإلى كلام مَن قيل له : لن تراني ولكن انظرْ إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني، وإلى دعاء مَن قال: إنّي وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً، وإلى محبّة مَن قال: أنت تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسكَ إنكَ أنتَ علّام الغيوب. أي اتبعتُ، أولاً وأخيراً، قول مَن قال الحمد لله حمداً يليق بمَن خلق السموات والأرض وقدّر فيها أقواتها فكان الخالق، الرزاق، المعين، الكريم، العزيز، المتعال، الجبار، المهيمن، الحليم، الغفور، اللطيف، الحافظ، القاهر، الرحمن، الرحيم، الأوّل، الآخِر، الظاهر، الباطن، الحيّ القيوم.

 - بعد سنوات من علاقتك الوثيقة مع الحروف أيهم تراه الأقرب منك؟

* ليس هناك من حرف قريب وآخر بعيد. الحروف كلّها تحاول أن تجيب على سؤال الحياة والموت، والحيرة واليقين، والجمال والقبح، في احتراقها المتواصل عبر ومضة القلب وصرخة الروح لكنني حين تأمّلت في الحرف العربي خلال رحلة شعرية امتدت أكثر من أربعة عقود ولم تزل متواصلة بحمد الله، وجدت أنّ للحرف العربي ما يمكن تسميته ب(المستويات). فهناك المستوى التشكيلي، القناعي، الدلالي، الترميزي، التراثي، الأسطوري، الروحي، الخارقي، السحري، الطلسمي، الإيقاعي، الطفولي. هكذا وعبر كتابة المئات من القصائد الحروفية التي اتخذت الحرف قناعاً وكاشفاً للقناع، وأداةً وكاشفةً للأداة، ولغةً خاصةً ذات رموز ودلالات وإشارات تبزغ بنفسها وتبزغ باللغة ذاتها، عبر هذا كلّه أخلصتُ للحرف عبر عقود من السنين حتي أصبح قَدَري الذي لازمني وسيلازمني للنهاية.

 إن حروفيتي في أصلها قرآنية. فالحرف حمل معجزة القرآن المجيد ولا بدّ لحامل المعجزة من سرّ له،  كما أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالحرف في بداية العديد من السور الكريمة وكان في ذلك ضمن ما يعني وجود سرّ اضافي يُضاف الى سرّ القرآن المجيد نفسه. فمِن القرآن الكريم نهلتُ معارفي في مختلف الأصعدة. فالقرآن الكريم بحر عظيم وفيه علم ما كان وسيكون، أي علم الأسئلة الكبرى التي واجهت البشرية منذ خلق آدم إلى يومنا هذا عبر أخبار الأنبياء والمرسلين، وتفاصيل عذاباتهم ومعاناتهم وصبرهم وغربتهم وأحزانهم وهم يبلّغون في مختلف الأزمنة والأمكنة رسالةَ التوحيد والمحبّة والسلام واحترام الآخَر وعدم تحقيره أو الاعتداء عليه بأيّ شكل كان وبأيّة صورة كانت. وهو لكلّ كاتب وشاعر وأديب كنز لا يفنى من المعارف اللغوية والروحية والفكرية، والأسرار الإلهية، والقصص المعتبرة، والمواقف الأخلاقية ذات المضامين العميقة، والحوارات الفلسفية واليومية ما بين الخالق ورسله وما بين رسله وأناسهم. ومن التصوّف تعلّمتُ معنى التأمّل في ملكوت ملك الملوك، ذاك الذي يقول للشيء كنْ فيكون. وتعلّمتُ عظمةَ الزهد، وأسرار الروح الكبرى، ومعنى سياحة الروح عاريةً إلّا من رحمة ربي في زمن يعبد الناس فيه دنانيرهم ودولاراتهم حدّ الجنون.

- الغربة رافقتك طويلا فماالذي اضافته أو أخذته منك؟

 * نعم وسترافقني حتى آخر يوم من حياتي. فأنا أنتقلُ من بلدٍ إلى آخر ومعي صليب روحي: أسئلتي الكبرى عن مصير الإنسان في هذه الحياة: ما الجدوى وما الفائدة؟ الناس في شُغِل عن الموت: سؤال الحياة الأول والأخير وهم في شُغِلٍ عمّا ينتظرهم في ما بعد الموت، بل هم في شُغِلٍ عمّا ينتظرهم بعد حين من الدهر، فهم أبناء يومهم وأبناء ملذّاتهم ودنانيرهم ومشاغلهم اليومية البسيطة والساذجة إذا ما قارنها بمسألة الموت الخارقة.

   نعم، وأنا أنتقل ومعي، في الوقت ذاته، إحساسي العميق بالسحر: سحر الجسد والبحر والشاطئ والجبل والصحراء والغابة. فتراني أتأمل هذا السحر الذي يسمّونه الجمال بعين مَن يراه للمرّة الأولى أو للمرّة الأخيرة. وبين رؤية المرّة الأولى للجمال ورؤية المرّة الأخيرة يلعب القلب لعبته العجيبة: لعبة الشعِر والحرف والحبّ والشوق العظيم! 

   أما أثر الغربة أو المنفى عليّ فكبير: كل ما أكتبه الآن هو شعر غربة ومنفى! لكنْ ليس المنفى الجغرافي الذي أعاني منه فقط بل المنفى الروحي والإنساني والثقافي والديني والصوفي والاختلافي. مثل هذه المنافي لم تظهر فجأةً في أستراليا بل كانت لها جذورها الشديدة الوضوح وأنا في العراق، منذ أن ولِدتُ في بابل العراق!

  هكذا فأنا أعاني من أنواع عديدة من الغربة، وليست الغربة المكانية بأولها على أية حال. وهكذا أيضاً وبسبب من تعقيد المسألة وتجذّرها في الأعماق، فإنني "وضعت" الغربة في "كيس" خاص في جسدي. هل سمعتَ بحالة يعاني فيها الإنسان من إصابته بإطلاقة نارية لتستقر الرصاصة في جسده، ولأسباب كثيرة، في مقدمتها رغبة الجسد في البقاء على قيد الحياة، فإنه يقوم ب"تكييس" أو "تلييف" الإطلاقة فيحدّ من خطرها المميت ويحدّ إلى حدّ ما من آلامها الوحشية؟ لقد استقرّت الغربة-الرصاصة في أعماقي داخل كيس خاص. ما اسم هذا الكيس الذي أحاط بالغربة- الرصاصة وروّضها إلى حدّ ما؟ أهو الشِّعر؟ أهو الحرف والنقطة؟ أهو الحرفنقطة؟ المهم أن الغربة بمخاطرها وآلامها تحت السيطرة حتى الآن، ولكن ليس لدرجة التصالح على الإطلاق!

- هل السخرية في نصوصك مخطط لها أم أنها تاتي تلقائية؟

* ما مِن شيء مخطط له في الشعر الحقيقي. الشعر الحقيقي تلقائي يكره التخطيط بكل أنواعه لكنه يحب التنقيح بالطبع. والسخرية هي مفارقة شعرية مهمة للغاية في بنية الصورة الشعرية وفي القصيدة آخر الأمر. وهي تتيح للشاعر أن يوصل ما يريد توصيله بطريقة ممتعة ومؤثرة وعميقة إلى المتلقي.

 - ربّما أنت أكثر الشعراء العرب ترجمة إلى اللغات الأجنبية، فبماذا تعزو ذلك ؟

* إذا كان كلامك صحيحا، فالأمر عائد إلى أن قصائدي تتناول مشاكل الإنسان الكبرى كالموت والحب والوحدة والحرب. وشعري يتناول بقوة هذه المشكلات ليلقي الضوء على أعماقها السحيقة وتفاصيلها التي لا تُحدّ. وقد سرّني كثيرا أن شعري الذي ترجمته إلى الإنكليزية قد نال محبة الناقد والقارئ الأستراليين فاختيرتْ أعمالي ضمن أفضل القصائد الأسترالية المنشورة عامي 2007 و2012 ونُشرت في أنطلوجيات خاصة بأفضل الأعمال الأسترالية. كذلك فقد كُتبت العديد من المقالات النقدية في الباكستان تمتدح قصائدي التي ترجمها إلى اللغة الأوردية المترجم اقتدار جاويد وصدرت تحت عنوان (تناص مع الموت). وكذا الحال مع قصائدي المترجمة إلى اللغات الفارسية، والإيطالية، والإسبانية. أما آخر الترجمات فقد كانت إلى الفرنسية أخيرا تحت عنوان: "الحرف وقطرات الحبّ" وهي ترجمة مجموعة تحتوي على  حوالي خمسين قصيدة مختارة ترجمها وقدّم لها وصمم غلافها المترجم التونسي الدكتور ناجح بغام. ونُشرت القصائد مع أصلها العربي في  كتاب ب 258 صفحة من قبل دار جناح في فرنسا ولله الحمد.

- للمرأة نصيب من شعرك.. هل هناك علاقة وثيقة بينها وبين الحرف؟

* بالطبع هناك علاقة وثيقة بل علاقة أزلية! بل إن المرأة هي حرف كوني أبدعه الخالق ليكتب من خلاله سرّ الحياة.

 المرأة، للشاعر عموماً، هي مصدر لا ينضب للجمال، أي مصدر لا ينضب للإلهام. فالبحر مثلاً سرّ عظيم، سرّ الهي كبير، لكن المرأة حين تسكنه أو تسكن ساحله فإنه يتحول إلى ساحة مليئة بالحياة والجمال والرغبة والحلم والضوء. والمطر، كذلك، رقصة غامضة مليئة بالأمل تشترك فيها السماء والأرض لكن حين تسكنه المرأة يتحوّل المطر إلى حياة من نوع آخر: حياة يتصارع فيها السرّ مع نفسه.

- فرضت اسمك في المشهد الشعري بقوة لكن مايزال هناك مَن ينظر إلى هذه التجربة "نظرة متدنية" فهل الناس أعداء ماجهلوا؟

* وهل تريد الناس كلهم أن يحبّوا شعري يا صديقي العزيز؟ وهل رأيت شاعراً سبقني أحبه الناس جميعا؟  شاعر خطير لا يتكرر مثل المتنبي، كُتبت عنه العديد من الكتب للتقليل من شأنه والسخرية من منجزه العملاق. هذا مثال من الماضي، من التراث، ومن زمننا الحالي: هل اتفق الناس على محبّة السياب؟ إذن أين تضع ما كتبه العديد من الشعراء الستينيين من كتب ومقالات قالوا فيها إن السياب لم يكتب سوى 7 أو 8 قصائد مهمة فقط وألغوا بقية منجزه الكبير؟

هذا حصل مع أساتذتي العظام، مع مَن تتلمذت على إبداعهم الخلاق، وبيني وبين إبداعهم أشواط وأشواط، فلماذا تريدني أن أكون استثناء من حقيقة أن لا نصّ مُتفق عليه بإطلاق؟

لكن الجانب المشرق متألق حقا، فلقد نالت تجربتي الشعرية الحروفية الصوفية اهتمام النقاد والدارسين في مختلف البلدان العربية والعالم. إذ كُتبت عنها، ولله الحمد، مئات المقالات والدراسات النقدية، وصدر عن تفاصيلها الفنية والروحية (11) كتابا نقديا، كما نُوقشت العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في العراق والجزائر وإيران وتونس، وتُرجمت الى الكثير من اللغات وهناك المزيد من هذا الاهتمام الذي يُسعد القلب  في المستقبل القريب إن شاء الله.

لقد تحقق هذا كله حين أخلصت للشعر طوال عمري ولم أركض خلف الذهب أو الجاه أو النفوذ أوالمنصب، ذلك أن الشاعر هو شاهد عصره. وحين يتخذ الشعر أداة  لجني المال أو الجاه أو النفوذ أوالمنصب يفقد صدق الشهادة متحولاً إلى شاهد زور، وكذلك حين  صار مشروعي الشعري قائماً على استلهام الحرف واتخاذه رمزاً وقناعاً ورفيقاً وحبيباً وصديقاً وخليلاً وعاشقاً ومعشوقاً ومريداً وقطباً وأباً روحياً!

لقد أخلصتُ للحرف حتى أكرمني وأدخلني في قاعة عرشه وقبّلني ما بين عينيّ وأجلسني إلى جانبه وخلع عليّ رداء حكمته وأفصح لي عن أسراره وخَطَرات قلبه بلطفٍ نادرٍ وجمالٍ عجيب ومنحني وأنا الفاني الضائع المنفيّ المنسيّ كأسَ البهجة والمسرّة والخلود. نعم، فالحرف كما أرى شبكة  لصيد البهجة والألم العظيم. الحرف، قبل كل شيء، سرّ عظيم  لا يعرفه حق المعرفة إلا القلة. وكلما ازدادوا معرفة به ازدادوا معرفة بالعالم وكلما ازدادوا معرفة  بالعالم ازدادوا جهلاً بأنفسهم وبالشعر وبالحرف حتى!

- إتقان لغة أجنبية بماذا أضاف أو أخذ منك شعريا ؟

 * إنّ أهمية امتلاك الشاعر لناصية لغة حية إضافة إلى لغته الأم هي مسألة أصبحت في حكم البديهيات كما أرى. وقد انتبهتُ إلى ذلك منذ زمن مبكر. وكافحتُ، بقوة، لكي أتعلّم الانكليزية بشكل أكاديمي في كلية اللغات ببغداد في التسعينات ثم درست الترجمة الفورية في أستراليا بعد ذلك. إذ كيف يمكنك أن تتطور شعرياً دون لغة ثانية تتيح لك الإطلاع الحقيقي والمتواصل على منابع الشعر في العالم؟ كيف يمكنك أن تتواصل مع التطور الحضاري في العالم دون لغة تعينك على الاتصال المباشر مع هذا التطور أولاً بأول؟ بل كيف يمكنك أن تتعامل مع مفردات الحياة اليومية وبخاصة المفردات التكنولوجية والعلمية التي أصبحت تُنطَقُ بلغة ثانية دون أن تعرف أسرار هذه اللغة الثانية؟ والمشكلة بالنسبة للشاعر العراقي والعربي (وللقارئ العراقي والعربي قبل ذلك) هنا أكثر وضوحاً وأكثر حدة حين نتذكر أن مجموع ما تُرجِمَ إلى اللغة العربية من آداب وعلوم ومعارف الشعوب الأخرى لا يتجاوز  2-3 بالمائة من المجموع العام لتلك الآداب والعلوم والمعارف!

من جانب آخر، فاللغة هي العامل الأول في عملية الإندماج وبدونها لا تتم مهما طال البقاء في المجتمع الجديد الذي أعيش فيه الآن، واتقاني الإنكليزية سهّل عليّ إلى حد كبير من عملية إندماجي في المجتمع الأسترالي وفي حركة الشعر الأسترالي. وكانت ترجمتي من الإنكليزية إلى العربية ومن العربية إلى الإنكليزية. فإلى العربية ترجمتُ قصائد لجيمس ريفز، إيديث ستويل، آن سرايلير، وليم كارلوس وليمز، والاس ستيفنز، دنيس  لفرتوف، كنيث ركسوث، أودن، كاثلين  راين،  اليزابيث ريديل، بات وايت،  وشعراء من كوريا وغانا والصين واليابان، كما ترجمتُ مجموعة كبيرة من القصص العالمي  والمقالات النقدية والفكرية والعلمية.

 وإلى الإنكليزية ترجمتُ قصائدي، فترجمتُ بنفسي مجموعتي "ثمّة خطأ" Something Wrong  التي صدرت في أستراليا عام 2012 . وكان هذا تحدياً كبيراً وحقيقياً لي. فبفضل من الله  عظيم، أُخْتِيرت القصيدة الرئيسة في المجموعة والتي حملت اسم المجموعة واحدةً من أفضل القصائد الأسترالية لعام 2012 ونُشرت في أنطولوجيا خاصة. كما أُقِيم حفل توقيع خاص بالمجموعة في اتحاد أدباء ولاية جنوب أستراليا قرأت فيه الناقدتان د. آن ماري سمث ود. هِثر جونسن دراستين عن المجموعة. طبعا هذا إضافة الى مشاركاتي في قراءات شعرية عديدة في مدينتي أديلايد وتاونسفل، ونشري لقصائدي في مجلات أدبية مرموقة مثل Southerly و Meanjin وغير ذلك من الأنشطة الثقافية.

الترجمة تجربة إبداعية هائلة للشاعر وهي تمرين شعري خطير على مستويين، الأول أنها تتيح له أن يطلع على تجارب "الشاعر الآخَر"  ويتعرّف إلى أفكاره وخَطَرَات روحه على نحو واسع كبير، والثاني أنها تمنحه تجربة عملية تفصيلية للتعرف إلى معنى الشعرية في النصّ ويتلمسها تلمسّاً حقيقياً بأصابع روحه حين يترجم النص.

- العراق بلد الشعراء فهل لك أن تعرف بلدك استراليا بشيء ؟

* هي بلد الكنغر كما تسمّي نفسها وكما يسمّيها العالم.

 

*********************************

 أديب كمال الدين في سطور

 

 أديب كمال الدين شاعر ومترجم وصحفي من العراق مقيم حالياً في أستراليا. ولد عام 1953 في محافظة بابل. تخرّج من كلية الإدارة والاقتصاد- جامعة بغداد 1976. كما حصل على بكالوريوس أدب انكليزي من كلية اللغات- جامعة بغداد 1999، وعلى دبلوم الترجمة الفوريّة من المعهد التقني لولاية جنوب أستراليا 2005.

أصدر 19 مجموعة شعريّة بالعربيّة والإنكليزيّة، كما أصدر المجلّدين الأوّل والثاني من أعماله الشعرية الكاملة. تُرجمتْ أعماله إلى العديد من اللغات كالإيطالية والفارسية والأوردية والإسبانية والفرنسية والكردية. نال جائزة الشعر الكبرى عام 1999 في العراق. واخْتِيرَتْ قصائده ضمن أفضل القصائد الأستراليّة المكتوبة بالإنكليزيّة عاميّ 2007 و 2012 على التوالي.

صدر 11 كتاب نقديّ عن تجربته الشعريّة، مع عدد كبير من الدراسات النقدية والمقالات، كما نُوقشت العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت أعماله الشعريّة وأسلوبيته الحروفيّة الصوفيّة في العراق والجزائر وإيران وتونس.

* صدرت له المجاميع الشعرية الآتية:

- تفاصيل ، مطبعة الغري الحديثة ، النجف، العراق 1976 .

- ديوان عربيّ ، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، العراق 1981 .

- جيم ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، العراق 1989.

- نون ، دار الجاحظ ، بغداد ، العراق 1993.

- أخبار المعنى ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد، العراق 1996.

- النقطة (الطبعة الأولى) ، مكتب د. أحمد الشيخ ، باب المعظّم، بغداد، العراق 1999.

- النقطة (الطبعة الثانية) ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان 2001.

- حاء ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،  بيروت، لبنان 2002.

- ما قبل الحرف .. ما بعد النقطة ، دار أزمنة للنشر والتوزيع ، عمّان ، الأردن 2006.

- شجرة الحروف ، دار أزمنة للنشر والتوزيع ، عمّان ،الأردن 2007.

- أبوّة Fatherhood ، (بالإنكليزية) دار سيفيو، أديلايد، أستراليا 2009.

- أربعون قصيدة عن الحرف ، دار أزمنة للنشر والتوزيع ، عمّان، الأردن 2009

- أربعون قصيدة عن الحرف، Quaranta poesie sulla lettera  (بالإيطالية: ترجمة: د. أسماء غريب)، منشورات نووفا إيبسا إيديتوره ، إيطاليا 2011.

- أقول الحرف وأعني أصابعي ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، بيروت ، لبنان 2011.

- مواقف الألف ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، بيروت ، لبنان 2012.

- ثمّة خطأ Something Wrong ، (بالإنكليزية) دار ومطبعة Salmat ، أديلايد ،أستراليا 2012.

- الحرف والغراب ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، بيروت ، لبنان 2013.

- تناص مع الموت: متن در متن موت (بالأورديّة: ترجمة: اقتدار جاويد) ، دار كلاسيك ، لاهور، باكستان 2013.

- إشارات الألف ، منشورات ضفاف ، بيروت ، لبنان 2014

- الأعمال الشعرية الكاملة: المجلّد الأوّل، منشورات ضفاف ، بيروت ، لبنان 2015

- رقصة الحرف الأخيرة ، منشورات ضفاف ، بيروت ، لبنان 2015

- في مرآة الحرف ، منشورات ضفاف ، بيروت ، لبنان 2016.

- الأعمال الشعرية الكاملة: المجلّد الثاني، منشورات ضفاف، بيروت، لبنان 2016

- الحرف وقطرات الحب  La Lettre et les gouttes de l'amour  (بالفرنسية: ترجمة: د. ناجح جغام) دار جناح، فرنسا 2017.

- حرف من ماء، منشورات ضفاف، بيروت، لبنان 2017.

موقعه الشخصي:      www.adeebk.com

 

حوار :علي جبار عطية

نُشر الحوار في جريدة (الاتجاة الثقافي) التي تصدرها وزارة الثقافة العراقية  بتاريخ 8 جزيران 2017

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home