مشغول ب...

 

إجابة الشاعر أديب كمال الدين

 

 

 

 

أعدّه : علاء المفرجي

 

 

 

أنا مشغول الآن بإعداد المجلّد الرابع من أعمالي الشعرية الكاملة للنشر، بعد أن أصدرت، ولله الحمد، المجلّدات الثلاثة منها، حيث صدر الأوّل في 2014 والثاني في 2016 والثالث في 2018.

سيحتوي المجلّد الرابع على ثلاث مجاميع هي: "مواقف الألف" و"الحرف والغراب" و"إشارات الألف". وتعتمد هذه المجاميع على أسلوبيتي الشعرية المعروفة وهي الحروفية، أي تعتمد على كشف أسرار الحرف عبر مستوياته: المستوى التشكيلي، القناعي، الدلالي، الترميزي، التراثي، الأسطوري، الروحي، الخارقي، السحري، الطلسمي، الإيقاعي، الطفولي. وهذا رأيي الخاص في سرّ الحرف وجماليته. فلقد  اتخذتُ الحرف قناعاً وكاشفاً للقناع، وأداةً وكاشفةً للأداة، ولغةً خاصةً ذات رموز ودلالات وإشارات تبزغ بنفسها وتبزغ باللغة ذاتها، عبر هذا كلّه أخلصتُ للحرف عبر عقود من السنين حتي أصبح قَدَري الذي لازمني وسيلازمني للنهاية. وقد انتبه النقد لذلك، ولله الحمد، فتناول تجربتي عدد كبير ومفرح حقاً من المقالات والدراسات مع 11 كتاباً نقديّاً مكرّساً لها، كما أطلق عليّ النقّاد لقبَ "الحروفي" أو "شاعر الحرف" أو "ملك الحروف". وناقشت تسع جامعات في العراق والجزائر وتونس وإيران تفاصيل تجربتي عبر رسائل الدكتوراه والماجستير، آخرها كانت رسالة دكتوراه في جامعة الكوفة. وتُرجم شعري إلى الإيطالية والفرنسية والإسبانية والفارسية والأوردية والإنكليزية.

لكنّ الجديد في المجلّد الرابع هو أنه سيضمّ مجموعتين حروفيّتين صوفيّتين من البدء إلى المنتهى هما "مواقف الألف" و"إشارات الألف". وهذا أمر نادر الحصول جدّاً في الشعر العربي والعراقي.  تبدأ هذه المواقف بموقف الألف وتنتهي بموقف الجنّة. وما بين الموقفين تمرّ مروراً ليس عابراً بأسئلة الحياة والموت، واليقين والضياع، والخوف والطمأنينة، والمعنى واللامعنى، والظلام والنور. هكذا تبدأ بموقف الخطأ والغربة والوحشة والحيرة والماء والنهر والغرق والمهد والرحيل والشوق لتعرج إلى مواقف الأنبياء والأولياء: نوح وإبراهيم ويعقوب وعيسى والمصطفى (ص) وعلي وكربلاء، وتصل إلى مواقف العزّة والدمعة والسجن والبيت والسلام. وقد كان سروري بإنجاز هذه المجموعة عظيماً لا يشبه سروري المتحقق حين كتبتُ مجاميعي السابقات، فتلك المجاميع تنتمي إلى عالم الشعر والإبداع، وهذه تنتمي إلى عالم الشعر والإبداع والتصوّف. وكذا الحال مع مجموعتي (إشارات الألف) التي  احتوت على مائة إشارة، بل مناجاة مع الحيّ القيّوم، مثل: إشارة الفجر، الكلام، التفّاحة، الحرب، الخيط، المرآة، رقصة الوحوش.

كذلك أنا الآن بصدد وضع اللمسات النهائية لمجموعة جديدة لي باللغة الإنكليزية تحتوي على أربعين قصيدة ترجمتها بنفسي إلى الإنكليزية لتحمل عنواناً أوليّاً هو (قصيدتي تسبح وتضحك) ولتكون مجموعتي الثالثة الصادرة بهذه اللغة، بمشيئة الله،  بعد  مجموعتيّ "أبوّة" و"ثمّة خطأ". وقصائد هذه المجموعة اخترتها من مختلف مجاميعي، بدءاَ من (تفاصيل) الصادرة عام 1976 ووصولاً إلى (حرف من ماء) الصادرة عام 2017.

 ****************************

نُشر اللقاء في جريدة المدى البغدادية في 11 آذار 2018

 

 

 

 


الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home