لافتات يوسف الصائغ

   شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

 

 

 

 

1.

حاملاً على ظهرِك

جثّةَ مالك بن الريب وآلامَه الهائلة،

واقفاً تحتَ لحية ماركس الكثّة

وشوارب ستالين الصخريّة

لتهتفَ بملء الفم

تحتَ لافتةِ النضالِ الأُمميّ

ومقارعةِ الإمبرياليّة.

حتّى إذا طارَ رفاقُ الدربِ عبر الحدود

استبدلتَ بسرعةِ البرق

لحيةَ ماركس الكثّة

بلحيةِ عفلق الحليقة

وشوارب ستالين الصخريّة

بشوارب صدّام المرعبة

لتهتفَ بملء الفمِ أيضاً

تحتَ لافتةِ الطاغية،

تحتَ لافتةِ الحربِ ضد الفرس المجوس!

 

2.

أيّها الشاعرُ اليوسفيّ:

لِمَ خذلتَ نفسَك؟

لِمَ خذلتَ مالكاً معك؟

لِمَ خذلتَ سيّدةَ التفّاحاتِ الأربع؟

لِمَ أيّها اليوسفيّ؟

هل كانَ مشهدُ الذهبِ لا يُحتَمل؟

أم كانَ مشهدُ الرعبِ لا يُحتَمل؟

أم أردتَ الذي كانَ فوقَ الجَمل؟

 

3.

ليس مهماً – بالطبعِ - ما قد حدث!

المهمّ أنْ تُنزِلَ الآن من ظهرِك

جثّةَ مالك

وتنام تحت الأرضِ مستريحاً،

هادئاً،

مُطمئنّاً،

فقد ولّى زمنُ الهتافِ أيّها اليوسفيّ.

وأولئك الذين أنفقتَ عمرَك

هاتفاً بملء الفم

تحت لحاهم وشواربهم ولافتاتِهم

سبقوكَ إلى حانةِ الموت

ليشربوا مرعوبين

خمراً من تراب

في جماجم من تراب

ليشربوا مرعوبين مذهولين إلى الأبد!

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home