وداعاً

 شعر: أديب كمال الدين

 

 

حينَ وصلَ إلى الشاطئ المهجور

قرّرَ أنْ يكتبَ قصيدته الأخيرة

ويقول وداعاً، وداعاً لكلّ شيء.

هكذا خلعَ ثيابَه جميعاً

ثُمَّ أزالَ جلدَه عن جسده

ثُمَّ رمى اللحمَ والعظمَ جانباً

فلم يبقَ منه إلّا القلب.

أمسكَ القلبَ بعينين دامعتين

فسمعَ البحرَ يدقّ بآلاف الأيدي

على جوانب قلبه

حينها قرّرَ أنْ يستسلمَ للبحر،

فترك قلبه يطفو فوقَ الموج،

فوقَ الموجِ الذي أخذَ يدفعه شيئاً فشيئاً

إلى الملح،

إلى الأعماق،

إلى المجهول،

إلى الأسماكِ المُتوحّشةِ التي أثارها

مرأى الدمِ وهو يطفو فوقَ الموج.

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home