القمر والبئر والقطار

 

شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

(1)

ستجنُّ النقطةُ من الحبّ

والحرفُ من الحرمان!

(2)

قالَ القمرُ للحرف:

لا تمنحني اسماً جديداً

فاسمي هو الذي تعرفه حقاً

حين يصيبك الأرق

وأنتَ تحاولُ النوم

في حديقةِ ليلةٍ صيفية.

(3)

مرّ القطارُ مضيئاً وبطيئاً.

لم أعرفْ وجهته ولا هدفه

غير أنّي متأكد أنّ حجمه يصغرُ كلّما ابتعد!

(4)

كلّما تذكّرتُ الماضي

وددتُ لو أنّ بئراً في البيت

لأنظر فيها وأمسح الذكريات بهدوء.

(5)

هل ينبغي الآن

الرجوع إليك؟

والرجوع إليك

يشبه كتابة قصيدة حبّ

دون دموعٍ أو أصابع أو حروف!

(6)

القمرُ محاصرٌ بالغيوم

وفي وسط الحلم

تبدو النساءُ جميلات وعاريات

أو تبدو النساءُ قبيحات ولا يتوقّفن عن الثرثرة.

لا يهم،

فالحرفُ ميتٌ في حلمه

فيما النقطةُ تحاولُ النهوضَ من الموت.

(7)

سيجنُّ الحرفُ من الملل.

أعرفُ هذا.

وستجنُّ النقطةُ من الخوف.

ذلك ما أخشاه.

(8)

اختفى القمر

ولم يقلْ له أحدٌ وداعاً.

 

 

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

 

 

الصفحة الرئيسية