في شارع الحشّاشين

شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

 

من شرفةِ غرفتي المُطلّة

على شارعِ السكارى

والحشّاشين والنساءِ العاريات،

كنتُ أطلّ كلّ ليلة

على جمهوري المخمور

لأحدّثه عن الله،

والمحبّة،

والسلام.

كان جمهوري صبوراً

لكنه كان يسخرُ منّي حين أغادر الشرفة.

وحين بلغتُ السبعين

صرخَ أحدهم،

وكانَ في قمّةِ السُكرِ والهيجان:

أيّهذا النبيّ الدعيّ

مللنا من إلهك

وكلامكَ المعسول عنه.

اخرجْ لنا معجزةً

أيّهذا النبيّ الكذّاب!

فارتبكتُ

وارتجفتُ

وجفَّ حلقي

وغامتْ عيناي

ولم أعدْ أبصرُ شيئاً.

غير أنّ أصابعي

امتدّتْ إلى قلبي

وخلعتُه من مكانه

وأخرجتْ منه طائراً أبيض

ورمتهُ باتجاه الجمهور.

حلّقَ الطائرُ فوق الجمهور

ثم ارتفعَ عالياً عالياً

حتّى صرخَ الجمهورُ من السعادة

وبكى ذاك الذي شتمني

حين رأى جثّتي

وهي تنهارُ على الأرض.

 

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

 

الصفحة الرئيسية