الموكّل بفضاء الله

 

شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

(1)

أيّها الألف

سيشتمُ همزتكَ شاعرُ الملوكِ الظَلَمة،

وسيحاولُ أنْ يعضّها

وهو في قمّةِ الهيجان والوحشيّة

الكلبُ المغربيّ،

أعني الوغد المغربيّ

المدرّب على الشتمِ والقذف.

وسيحاولُ أن ينالَ من أبجديتك

كاتبُ التقاريرِ العراقيّ

اللامعُ بأمّيّته وساديّته،

وسيحاولُ أن يسرقَ جوازَ سفرك

اللصُّ المصريّ

وأنت في الطريقِ إلى المنفى

أعني إلى المنفى الأبديّ.

نعم،

سيحاولُ المُخنّثُ الهنديّ

صاحبُ الشَعرِ الطويلِ والأكاذيب الطويلة

أنْ يزوّرَ اسمَكَ الحَلاجيّ

وقلبَكَ البسطاميّ

ليضعه في كتابِ عَبَدةِ النارِ والدينار.

وأنتَ الذي لم تعرفْ أحداً إلا الله

ولم ترَ إلا الله

ولم تعشقْ إلا الله

ولم يكنْ في قميصِكَ- الذي مزّقه

أخوةُ يوسف- إلا الله!

(2)

ما أجملكَ، إذن،

وأنتَ في طائرةِ الزمن

تتسامى بلطفِكَ النبويّ

وابتسامتكَ الإلهيّة،

تنظرُ إلى أعدائكَ السفهاء

بعيني المسيح الدامعتين

لتعبر المحيط

متماهياً مع زرقةِ الماءِ والسماء

ومع الغيم الذي يُسبّح

من خلالِ نبضك

بسمِ الله.

(3)

اسمحْ لي أيّها الألف

الموكّل بفضاءِ الله

والموكّل بفضاءِ الصبر

والموكّل بفضاءِ الكتابة

تذرعُها وتذرعُك،

اسمحْ لي أنْ أمتدحك

وامتدح محبّتكَ التي مَلأتْني

شمساً حقيقية

منِ السرّةِ حتّى العنق.

 

 

الصفحة الرئيسية