مباهج الرندلمول*

 

 شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

 

 

 1.

 شارعٌ ملؤه الورد،

ملؤه الحلم،

ملؤه سيقان حوّاء يمتدّ

من أقصى النساء

إلى أقصى المساء.

والسماءُ هنا سجّادةٌ

فرشتها الموسيقى بأحلامِ مَن جاء

مِن أقصى المساء

إلى أقصى الظلام.

2.

قلتُ للرندلمول:

هل يمكنُ أنْ تمسحَ من شاشةِ النوم

صورَ الطفولةِ العارية

وعذاباتِ الفراتِ وشمسه الحافية؟

قلتُ له:

هل يمكنُ أنْ تمسحَ من شاشةِ الرأس

ازدحامَ الأسئلةِ في موقفِ الرأس،

وازدحامَ الحروفِ في موقفِ الصمت؟

هل يمكنُ أنْ تمسحَ من شاشتي

مخاوفَ من طينٍ وجمرٍ ودمع؟

3.

 قلتُ له:

إنّني أعمى

هل تستطيع أن تقودني إلى جسدِك

لأنام بين الثديين

وأقبّل فيكَ سماءً

وماءً وجمراً وورداً ودمعاً؟

ضحكَ الرندلمول

وصبَّ فوقَ رأسي كأساً من الورد

ثُمَّ صبَّ فوقه غيمةً من موسيقى

ومضى راقصاً، عارياً، وخفيفاً.

 

********************************************
الرندلمول: الشارع الرئيس في مدينة أديلايد الأسترالية حيث يقيم الشاعر. وعلى جانبيه تفتح المحلّات التجاريّة أبوابها، وفي وسطه محلات بيع الزهور، ويفترش الموسيقيّون الجوّالون أرضه ليعزفوا أو يغنّوا.

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home