أو أكثر بقليل

شعر : أديب كمال الدين

 

   

بعدَ أن تكرّرتْ صورتُكِ في قصيدتي

عاريةً

تمشّطين شعرَكِ الطويلَ أمامَ المرآة

لنصفِ قرنٍ أو أكثر بقليل،

قرّرتُ أن أمسحَ هذا العسل المُرّ

من الذاكرة.

ولذا هبطتُ

من قارّةِ الماءِ والمساء

عابراً سبعةَ أبحرٍ أو أكثر بقليل

كي أدخلَ إلى شبّاككِ الباذخِ بالعُري،

الباذخِ بشعركِ الطويل،

الباذخِ بمرآتكِ الكبيرة

أيّتها المرأةُ المرآة.

ففوجئتُ أنّ شبّاككِ لم يكنْ في مكانه

ولم تكنْ هناك مرآةٌ لتتعرّي أمامها

ولم يكنْ هناك بيتٌ على الأرض،

بل إنّ شارعكِ اختفى من الخارطة

وضاعَ معه الحيّ كلّه والمدينةُ برمّتها.

هكذا عدتُ مُسرعاً

لأعبر سبعةَ أبحرٍ أو أكثر بقليل

كي أدخلَ في صورتكِ الحيّةِ في قصيدتي

لنصفِ قرنٍ جديد

لنصفِ قرنٍ أو أكثر بقليل!

 

 

 


الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة