أعتذر الآن

 

شعر: أديب كمال الدين

 

 

(1)

لم نكنْ نفهم كثيراً،

أيّتها النقطة،

حين قررنا أن نمارس العناقَ الأبديّ

في حديقةِ السرير.

إذ لم يخطرْ ببالي

أننا سنكتبُ كلماتٍ أو جُمَلاً،

قصائدَ أو روايات

كلّها لا تؤدي إلا لموتِ الشاعر

وهو يتوهّجُ بماءِ القصيدة،

ولموتِ الروائي

وهو يشرحُ قصةَ هروبه

من ثقبِ المرآة،

ولموتِ المغنّي

حين يتسلّقُ صوتُه

آخر مرحلةٍ في سلّمِ الواقعة.

 

(2)

لم نكنْ نفهم

بل لم أكنْ أفهم أنا

أنا الذي قادتني الصَبَوات

والهوى والشباب

إلى بابكِ: الرمز

وعنوانكِ: الفخ.

 

(3)

أعتذرُ الآن

لشدّةِ سذاجتي.

أعتذر

ليس من أجلك

بل مِن أجل ما كتبتُ بعد العناق

من دَمْدَمةٍ

وهَمْهَمةٍ

وهَلْوَسةٍ

امتدّتْ وامتدّتْ إلى ما شاء البحر.

أعتذرُ الآن

لشدّةِ سذاجتي

أنا الحرف الذي كان ترتيبه الصفر!

 

 

 

 

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

الصفحة الرئيسية