موقف الخضِر

شعر: أديب كمال الدين

 

 

أوقَفَني في موقفِ الخضِر

وقال: يا عبدي

أرأيتَ كيفَ أغرقَ الخضِرُ السفينة؟

أرأيتَ كيفَ قتلَ الغلام؟

وكيفَ أقامَ الجدار؟

بالخضِر وبأمثال الخضِر

أعيدُ صياغةَ كوني،

وأرتّبُ ساعاتِ يومي،

وأداولُ الأيامَ بين الناس،

وأداولُ الناسَ بين الأيام،

وأداولُ الناسَ بين الأبواب.

فأخرجهم بالحقِّ من بابِ العزّ

إلى بابِ الذُّلّ،

فالعزّةُ لي وحدي.

وأخرجُهم بالحقِّ من بابِ الغنى

إلى بابِ الفقر،

فأنا الغنيّ وأنتم الفقراء.

ثمَّ أخرجهم من بابِ القوّة

إلى بابِ الضَعْف،

ومن بابِ الضَعْف إلى بابِ الهلاك

ثمَّ أدفعهم دفعاً حتّى باب الموت.

أدفعهم جميعاً فأنا الحَيّ الباقي،

لأرجعهم إلى بابي

فُرادى كما خلقتُهم أوّلَ مَرّة.

أرأيتَ إلى سِرِّي؟

أرأيتَ إلى عَظَمةِ سِرِّي؟

 

 

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

الصفحة الرئيسية