موقف الحيرة

شعر: أديب كمال الدين

 

 

أوقَفَني في موقفِ الحيرة

وقال: خلقتُكَ يا عبدي وأنا أعرفُ حيرتَك.

حيرتك أكبرُ من البحر

وأقسى من الصحراء،

أبعدُ من الغيم

وأقربُ من القُرب.

فكيف ستنجو منها

وأنتَ كلّما صُمتََ

ظهرَ لكَ العسلُ شَهيّاً

فارتبكتَ؟

وكلّما تَرمّزتَ

ظهرَ لكَ المَخفيُّ جَليّاً

فأعلنتَ؟

لِمَ لا تكتفي بالصومِ إلى الأبد؟

ولِمَ لا تلبس ثوبَ الحرمان

وهو ثوبكَ منذ الأزل؟

الحيرةُ ستأكلكَ أكلاً جَمّاً.

وستضيعُ وأنا أنظرُ إلى حيرتِك

وهي تحيطُ بكَ من الجهاتِ الأربع،

فَتَمسّكْ وَتَنسّكْ وَتَماسَكْ!

فإنيّ أخافُ عليكَ من غدرِ البحر

ومن عاصفةِ الصحراء

ومن ضياعِ الغيم

ومن حَبلِ الوريد.

وهل هنالك خوفٌ أعمق من حَبلِ الوريد؟

******************************

جميع الحقوق محفوظة

All rights reserved

 الصفحة الرئيسية