موقف الصبر

شعر: أديب كمال الدين

 

 

أوقَفَني في موقفِ الصبر

وقال: الصبرُ امتحانٌ عظيم.

فماذا ستفعلُ يا عبدي؟

أعرفُ أنّ كلماتكَ سترتبك

وينهار معناها

مثل جبلٍ من الثلج

وستدمع عيناك مثل طفل ضائع

في السوق.

أين منكَ إرادة يوسف الصدّيق؟

وأين منكَ حلم يعقوب

وقد ابيضّتْ عيناه من الحزنِ فهو كَظيم؟

وأين منكَ، قبل هذا، صبر نوح وإبراهيم وأيّوب؟

وأين منكَ صبر مَنْ أرسلتُه رحمةً للعالمين؟

وأين منكَ صبر الأوّلين:

صبر عليّ والحُسين؟

أين وأين وأين؟

أين وقد أنفقتَ حياتَكَ

في عاصفةٍ تتلوها عاصفةٌ،

وفي نارٍ تتلوها نار،

وفي طوفان يتبعهُ طوفان،

وفي أُحُد تتبعُها أُحُد،

وفي كربلاء تلدُ كربلاء جديدة،

وفي منفى يتبعهُ منفى:

منفى أبعد مِن السماء

وأقرب مِن حَبلِ الوريد؟

 

 

 

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

الصفحة الرئيسية