اليد

شعر : أديب كمال الدين

 

 

     

في الطفولة

فتحتُ يدَ الحرف

كي أجدَ قلمَ حبرٍ أخضر

فوجدتُ وردةَ دفلى ذابلة.

وفتحتُ يدَ النقطة

فوجدتُ دمعةَ عيدٍ قتيل.

وفي الحرب

فتحتُ يدَ الحرف

كي أجدَ طائرَ سلامٍ

يرفرفُ فوقَ روحي التي أربكها

مشهدُ الدم،

فوجدتُ حفنةَ رمادٍ

وقصيدةَ حُبٍّ مزّقتها الطلقات.

وفتحتُ يدَ النقطة

فوجدتُ دمعةَ أمٍّ  بكتْ ابنها القتيل.

وفي المنفى

فتحتُ يدَ الحرف

فوجدتُ باباً

قادني إلى أربعين باباً

وخلفَ كلّ باب

جسد عارٍ شهيّ ومُهان.

وفتحتُ يدَ النقطة

فوجدتُ نفسي

أكتبُ قصيدتي التي لا تكفُّ

عن الاحتفاءِ بالبحرِ والحُبِّ والشَّمس

رغمَ العواصفِ والصواعق

وأشلاءِ السفنِ التي سدّتْ عليَّ الأفق

من السُّرّةِ حتّى العنق.

 

 

 

 

 


الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة