في حوار أجرته مجلة "البحرين الثقافية"

الشاعر العراقي أديب كمال الدين: لم تذهب صرخات الروح سدى!

المثقف العربيّ ليس (سوبرمان) في أوساط لا تحترم الإنسانية

حاوره: أشرف الحساني - باحث وناقد من المغرب

 

 

 

 

يعتبر الشاعر والأديب العراقي الكبير أديب كمال الدين، اليوم، أحد أبرز الوجوه الشعرية المتميزة في المشهد الشعري العراقي التي انشغلت بموضوعة جماليات الحرف في بُعده الدلالي، والتراثي، والتشكيلي، والروحي، وإلى غيرها من الرموز والمستويات، وأبرز الوجوه الغائصة في بحور الصوفية لإقتناص لغتها ومواقفها ونظراتها إلى الكون الفسيح ومآلات الخلق.

في حوار مع "البحرين الثقافية" يطوف بنا كمال الدين عوالمه الخاصة، ونظرته من منجزه الإبداعي ورحلته في العقود التي خلت، مع رأي صارم اتجاه أشباه الإبداعات وتلوثها بما يشينها.

فزت بجوائز، وأنجزت حولك العشرات من الكتب والمقالات والدراسات العلمية، فضلا عن ترجمة أعمال كثيرة لك الى الفرنسية والإسبانية والإنكليزية والفارسية والأوردية والإيطالية. ماذا تعني هذه الأشياء كلها بالنسبة لك كشاعر؟

- تعني أنني وصلت،  وأن رحلتي التي بدأتها قبل 45 عاماً قد أثمرت، ولله الحمد، ولم تذهب صرخات الروح سُدى!

تعني، كذلك، أنني الآن أمام تحديين كبيرين، أولا: مواصلة مشواري الشعري بأسلوبيّتي الصوفية الحروفية التي أكدّتها  وعمّقتها عبر ما يقارب من العشرين مجموعة شعرية، أوّلها "تفاصيل" 1976 وآخرها "حرف من ماء" 2017 حتى عُرِفتُ بها فمُنِحتُ ألقاباً مثل "ملك الحروف" و"الحروفي" و"المنوّن"و"شاعر الحرف"، أسلوبيتي التي كُتبت عنها  الكثير من الدراسات النقدية في الصحف والمجلات والمواقع، و صدر عنها وعن  دقائقها الفنية 11 كتاباً نقدياً كما ناقشتها، في رسائل جامعية لنيل الدكتوراه والماجستير، جامعات العراق وتونس والجزائر وإيران.

 ثانياً: أن أواصل المشوار الشعري هذا متحدّياً نفْسي فلا أكرّر ما كتبته من قبل بل أطوّره وأعمّقه وأوسّع آفاقه، أي أطوّر وأعمّق وأوسّع ما اعتمده منذ بدء كتابتي الشعرية  عن امتلاك الحرف العربي لما أسميته ب(المستويات)، فهناك، برأيي، المستوى التشكيلي للحرف والمستوى القناعي، الدلالي، الترميزي، التراثي، الأسطوري، الروحي، الخارقي، السحري، الطلسمي، الإيقاعي، الطفولي. وهذا يتطلّب منّي المزيد من الجهد الجاد والمتواصل والخلّاق على مستوى الكتابة والمتابعة والتأمّل والقراءة.

 

مَن يقرأ قصائدك العذبة لا يلبث أن يكتشف، ذلك النفس النثري القصصي الصرف، الذي تنطوي عليه نصوصك. ألا تخاف من امتصاص النثر للشعر، فيصبح بالتالي عملك متأرجحا بين جنسين أدبيين؟

-        نعم بعض قصائدي تمتلك حضوراً سردياً لكن هذا لا يخيفني أبداً. فالسردية ذات حضور أكيد وبارز في قصيدة النثر عربياً وعالمياً وهذا أصبح في حكم البديهيات الآن. كما أنني أسمح بحضورها ضمن قاموسي الشعري الحروفي، وضمن تقنية الاقتصاد في اللغة، وضمن النمو العضوي للقصيدة.

إن قصيدتي  تعتمد، أيضا، على الإفادة من تقنيات السينما والمسرح والفن التشكيلي.  وفي كل هذه الاستعانة هناك إثراء، دون شك، لشعرية القصيدة وتجددها وتطورها الجمالي. ستجد ذلك واضحاً في شعري بشكل جلّي. إذ تظهر الكثير من قصائدي بهيئة حوار مع الذات أو مع الآخر أو بهيئة لقطات سينمائية  متنامية أو لوحات تشكيلية لكنّي أحرص دائماً وبقوّة أن يتمّ هذا النوع من الإفادة المسرحية أو السينمائية أو التشكيلية أو القصصية بشكل فني جمالي خالص، دون تقحّم خارجي أو فرض لا مبرر له، وأن يتم ذلك أولاً وأخيراً من خلال تقنية قصيدتي الخاصة كما ذكرت قبل قليل.

لقد كتب الكثير من النقّاد عن هذه الإفادة السينمائية والمسرحية والتشكلية والسردية في شعري التي أثرت تجربتي وجعلت أسلوبيتي الحروفية متجددة متدفّقة لا تعرف الرتابة أو التكرار أو الدوران على نفسها. وساعد على ذلك تنوّع تجربتي الروحية وانتقالها من مفصل ناريّ إلى آخر آخر مشتعل، وصدْق مكابدتي وطرحي المتواصل لأسئلة الإنسان الكبرى  عن الموت والحب والوحدة والحرب، وكذلك تأمّلي الدائم في سر ّالحرف العظيم الذي لا يكفّ عن الولادة والانبعاث والانبثاق أبداً.

تعتبر اللغة من "أخطر النعم" بتعبير هولدرلين، فهي تعد من العناصر الفنية الأساسية، التي يتشكل منها النص الشعري المعاصر. كيف اذن يقيم الأستاذ كمال الدين علاقته باللغة؟

-        أحببت الشاعر الهائل هولدرلين منذ أن بدأت الكتابة الشعرية والنقدية. وقد كتبت ونشرت مقالة عن هذا الشاعر وإبداعه عام 1975 في جريدة الجمهورية ببغداد.

وعوداً إلى سؤالك. فاللغة حقاً أخطر نعم الشاعر ولذا ينبغي للشاعر أن يتعامل معها بدقة متناهية. أولا : ينبغي عليه امتلاك قاموس شعري خاص به. ومن دون هذا القاموس يكون الشاعر عبارة عن درهم ممسوح لا تعرف ملامحه حقاً. امتلاك القاموس الخاص لا يتمّ بالتمنّي والترجّي بل بالمكابدة الروحية والإبداعية، والتبحّر في قراءة الشعر قديماً وحديثاً، غرباً وشرقاً ودراسته وتأمّله. ويأتي عبر تراكم كمّي ونوعي عند الشاعر بحيث إن قصائده تلد قاموسها اللغوي بنفسها وتبدعه وتشير إليه بفرح حقيقي وزهو مبارك.

ثمّ تأتي مسألة الاقتصاد باللغة. الشاعر الذي يجيد استخدام المفردة بطريقة مبدعة دون تعسف ولا تحجّر هو شاعر أكيد وليس مفبركاً.  وهذا يتطلّب منه معرفة حقيقية بأسرار الشعرية كلّها وبخاصة الصورة الشعرية وتفاصيلها. فيعرف متى يحذف المقطع الذي لا شعرية فيه أو  يحذف الصورة المهلهلة أو الضعيفة أو المقحمة دون مسوّغ فني  أو يعيد كتابتها إلى أن يكون وجودها ضرورياً لجمالية القصيدة.

وهذا يقودني إلى مناقشة المسألة الثالثة المهمة وهي مسألة النمو العضوي، حيث ينبغي للشاعر أن يراقب بوعي دقيق وصارم مطلع القصيدة ونهايتها التي ينبغي أن تحتوي ضربتها الشعرية معالجاً الاستطرادات داخل النص بالحذف أو إعادة الكتابة لتكون القصيدة في نهاية الأمر كتلة متماسكة متراصّة من المطلع إلى الخاتمة، كتلة متماسكة متراصّة بحيث إذا حذفتَ منها مقطعاً اختلّت وارتبكت وإذا أضفتَ إليها مقطعاً اختلّت وارتبكت.

في نفس الطرح، من المعلوم أن اللغة الصوفية هي لغة منفلتة من كل المواضعات والقيود، لذلك عمد جل المتصوفة العرب والفرس الى التعبير عن تجاربهم من خلال لغة الألوان والحروف والتخطيطات، وهو الأمر عينه المتمثل في تجربة الشاعر أديب كمال، خصوصا ما يتعلق منها بالحرف واللون. ما ردك على هذا الطرح؟ ثم كيف انبثقت لديك فكرة الحرف لتجعل منها الأساس المعرفي والجمالي، الذي يميز تجربتك الشعرية الباذخة مقارنة مع بعض التجارب الشعرية العراقية؟

- حروفيّتي في أصلها قرآنية. فالحرف حمل معجزة القرآن المجيد ولا بدّ لحامل المعجزة من سرّ له،  كما أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالحرف في بداية العديد من السور الكريمة، وكان في ذلك ضمن ما يعني وجود سرّ اضافي يُضاف الى سرّ القرآن المجيد نفسه. فمِن القرآن الكريم نهلتُ معارفي في مختلف الأصعدة. فالقرآن الكريم بحر عظيم وفيه علم ما كان وسيكون، أي علم الأسئلة الكبرى التي واجهت البشرية منذ خلق آدم إلى يومنا هذا عبر أخبار الأنبياء والمرسلين، وتفاصيل عذاباتهم ومعاناتهم وصبرهم وغربتهم وأحزانهم وهم يبلّغون في مختلف الأزمنة والأمكنة رسالةَ التوحيد والمحبّة والسلام واحترام الآخَر وعدم تحقيره أو الاعتداء عليه بأيّ شكل كان وبأيّة صورة كانت. وهو لكلّ كاتب وشاعر وأديب كنز لا يفنى من المعارف اللغوية والروحية والفكرية، والأسرار الإلهية، والقصص المعتبرة، والمواقف الأخلاقية ذات المضامين العميقة، والحوارات الفلسفية واليومية ما بين الخالق ورسله وما بين رسله وأناسهم. ومن التصوّف تعلّمتُ معنى التأمّل في ملكوت ملك الملوك، ذاك الذي يقول للشيء كنْ فيكون. وتعلّمتُ عظمةَ الزهد، وأسرار الروح الكبرى، ومعنى سياحة الروح عاريةً إلّا من رحمة ربي.

وحين أردتُ أن أعبّر عن محنة الروح شعراً لم أجد إلّا الحرف ملاذاً. وكان ملاذاً رائعاً بكل معنى الكلمة.  ولقد اخترته أو اختارني في لحظة إلهام إلهي فكان خير معين لإطلاق طيور الروح عالياً في سماء القصيدة، وتحقيق هوية فنية روحية متفرّدة بعيداً عن السير في قطيع الشعراء.   

كثيرة هي التجارب والنصوص الشعرية العربية، التي تبطنت إشارات صوفية، وتجربة الأستاذ كمال الدين هي من بين التجارب الشعرية المتميزة بالعالم العربي، والتي عملت على تذويب البعد الصوفي والجمالي في نصوصها، بغية خرق وتوسيع رؤيتها الشعرية باعتبار التصوف رؤيا وليس كلمة أو عبارة. الأستاذ أديب كمال الدين، ما الشيء الذي غذى يقينك المعرفي لتجعل من النفس الصوفي أفقا لتجربتك الشعرية؟

- إنه الشيء ذاته الذي جعلني أكتب الشعر: محاولة فكّ شفرة الحياة، ومحاولة فهم أسرارها العميقة والزائلة، الجميلة والساخرة، ومحاولة التكيّف مع مِحَنها التي لا نهاية لها.

نعم، بمزيج عجيب من مِحَن الذات والوطن، من مِحَن الحرمان والحرب، من مِحَن القمع والحرية، من مِحَن الولاء للروح أو الولاء للطغاة، من مِحَن الجوع أو مِحَن الذهب، من مِحَن الحلم والموت، من مِحَن الطفولة الضائعة والشباب المحروم والشيخوخة المتوحّدة، من مِحَن أن تكون أو لا تكون، من كل هذا المزيج العجيب الغريب، المضحك المبكي، اكتشفتُ- في ومضة حريق استغرقت عمري كله- أنّ الدنيا لا تغرّ إلّا السفهاء ولا تشغل إلّا الأوغاد ولا تغوي إلّا المارقين، فكان أن اتبعتُ هدى ومحبّة مَن دخل إلى الحضرة الكبرى فقيل له "صفْنا" فأوصى محبّيه أن كونوا كعابري سبيل.

هكذا صرتُ عابر سبيل حقاً وصدقاً، في تفاصيل الحياة والشعر حتى كتبتُ عشرات القصائد الصوفية متناثرةً في مجاميعي الحروفية التي قاربت على العشرين مجموعة، كما كتبتُ مجموعتين صوفيتين كاملتين هما: "مواقف الألف" و"إشارات الألف".

 

أفضى استسهال كتابة قصيدة النثر اليوم من لدن بعض التجارب الشعرية الجديدة الى بروز نصوص شعرية معطوبة تفتقر الى الحس الجمالي والتأملي، الذي يميز الشعر عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى، وهو ما يؤكد للشعر اليوم سيرورته داخل حقل المعرفة. كيف ترى من موقعك كشاعر عربي مرموق، المسار الجمالي الذي قطعته قصيدة النثر الى اليوم؟

-  ليست مسألة العثور على الشعر المبدع وليدة اليوم ولا وليدة لظهور وهيمنة قصيدة النثر على المنشور الشعري بل إن المسألة أبعد من ذلك تأريخياً وفنياً. ففي الأربعينيات من القرن الماضي وصلت القصيدة العربية العمودية إلى أقصى درجات التكلّس  والتحجّر ، فكان أن بزغت قصيدة التفعيلة على يد السيّاب ونازك الملائكة والبياتي وبلند الحيدري محققة ثورة  شعرية كبرى حطمّت على نحو إبداعي عمودَ الشعر الذي بقي طاغياً على مدى قرون وقرون. لكن هذه الثورة خفتت شعلتها بمرور الوقت أو كادت فكان ظهور قصيدة النثر نقلة كبرى لتطلق، إن كُتبت بإبداع، سرَّ الشعر إلى أقصاه في الستينات وما بعدها.

الشاعر الحقيقي المبدع هو الذي يعطي للشكل روحاً حيّةً من روحه المبدعة ومن نبضات قلبه وحروفه المشتعلة. وندرة هذا الشاعر هو سبب فيضان النصوص الرديئة على سطح الصحف والمواقع الالكترونية. هذا الشاعر المبدع الحقيقي الذي يكون لسان زمنه وهوية كوكبه المحاصر بالحروب العبثية، والعنصرية، والتطرّف، وبالفروقات الهائلة بين الأغنياء والفقراء، والتلوّث، والمخدّرات، والوحدة، والعبث، واللاجدوى.

 نعم، هناك ندرة حقيقية في هذا الشاعر الذي يمتلك قاموسه الخاص، ونظرته الثاقبة للنمو العضوي للقصيدة وللاقتصاد في لغتها، هذا  الشاعر  المؤمن بالشعر بشكل عميق وراسخ وبدوره الإنساني الكبير محافظاً على قصيدته من اللهاث خلف المال والجاه والنفوذ والمنصب،  متماهياً مع مباهج الشعر الكبرى: وهي مباهج روحية خالصة دون أدنى شك.

هذه الندرة هي سبب المشكلة إذن.

المثقف العربي اليوم نجح في اثبات عجزه تجاه ما تشهده الساحة العربية من حراك سياسي وثقافي واجتماعي، وهذا ما أفضى الى بروز بعض الأقلام الشابة الى المطالبة "بقتل الأب" (المثقف). في نظرك كيف يمكن أن نفسر تراجع دور المثقف العربي أمام هذا الخراب، الذي تعيشه الأوطان العربية، في الوقت الذي يتعين فيه على المثقف أن يتحلى بالجرأة وأن يظهر بمظهر القوة والصلابة؟

- ليس المثقف العربي اليوم جزءاً من الحل بل كاد يصير جزءاً من المشكلة! فعدد لا يُستهان به من المثقفين العرب يعانون، بشكل واضح، من العنصرية أو الطائفية أو التأدلج أو التطرّف أو الكراهية أو التفاهة أو الضعف الذي يثير الرثاء أمام المال أو المناصب. فكيف يمكنهم إيجاد الحل الناجع لمشاكل بلدانهم التي تغلي وهم أنفسهم بحاجة إلى مَن ينقذهم مِن عنصريتهم أو طائفيتهم أو تأدلجهم أو كراهيتهم أو تفاهتهم؟  كيف؟

من جانب آخر، فإنّ المثقف الأصيل الحقيقي إذا أبدى رأياً أو اتخذ موقفاً شجاعاً أمام مشكلة ما فإن السلطة العربية تحاربه بأبشع الوسائل الممكنة وأكثرها دموية فتغيّبه عن الحياة في طرفة عين! أو تمارس الإساءة بمختلف أنواعها إلى تأريخه أو منجزه أو إلى كل ما يمت إليه بصلة.

نحن إزاء معضلة حقيقية دون شك! هذا من جانب ومن جانب آخر، فإن المثقف ليس "سوبرمان"، إنه، ببساطة شديدة، بشر! فمِن أين لنا بمجتمع يحترم هذا المثقف ويعتبره قائداً ثقافياً وأباً روحياً يستنير بأفكاره ومواقفه ولا يطلب منه فقط أن يكون مشروعاً للشهادة في زمن الطغيان العربي؟ مِن أين لنا بمجتمع متحضر وشجاع وعملي يعترف بثقافة الاعتذار إذا وجب الاعتذار؟ ومجتمعاتنا العربية لا تعترف بالخطأ  ولا تقدّر مَن يقوم بالاعتذار ، بل أحياناً تشير من طرف خفي إلى الاعتذار كمنقصة وسوء تصرف، رغم أن الإسلام وهو المرجع الثقافي لهذه المجتمعات حثّ، بقوة شديدة وصرامة أكيدة، على الاعتذار والعفو ومراجعة النفس والتمسك بالأخلاق وطلب العلم  ودفع الأذى بأنواعه عن الناس؟

هكذا فإنّ المجتمع العربي يدور في حلقة مفرغة، مخيفة في فراغها. فإذا تحدثنا، باختصار شديد، عن الاقتصاد العربي فسنجد أن هذا الاقتصاد يقوم، غالباً، على استيراد كل شيء حتى الغذاء، معتمداً على النفط في أغلب دوله كمورد أساسي أو على السياحة أو المساعدات. لا يعرف معنى الصناعة الثقيلة التي سبقتنا إليها الآن حتى أكثر دول العالم تخلفاً كالهند، ولا يعرف الزراعة الحديثة، ولا يرى في تخلّفه عيباً لكنه يطالب بحريته. حسناً المطالبة بالحرية شيء رائع. لكن الحرية تتطلّب بُنية اقتصادية وصناعية وزراعية وعلمية ومجتمعية  ولا تقوم على فراغ. ومَن يقول غير هذا يكون كمَن يبني قصوراً من رمال!

******************************

 

 نُشر الحوار في مجلة البحرين الثقافية، البحرين العدد 95 فبراير - كانون ثاني 2019

 حوار أشرف الحساني - باحث وناقد من المغرب

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home