شجرة وحيدة 

 شعر: أديب كمال الدين

 

 

مرّتْ قرون طويلةٌ على فراقنا.

غرقَ مركبُ نوح ثانيةً في الطوفان

فصارَ على الناجين

أنْ يجرّبوا الصبر

من دونِ نبيّ.

واحترقت المدنُ العظيمة

خلفَ الجبالِ والزمنِ والأمطار

واحترقت الأحلامُ كلّها:

أحلامُ العصافيرِ وأحلامُ الطغاة،

ولم أزلْ أنتظر

أنْ ألتقي بكِ يوماً

لأستعيدَ معكِ

قصةَ رحلتنا الأولى مع نوح،

مع الأمل،

مع الحمامةِ والغراب،

لأستعيدَ معكِ

ذكرى المدنِ العظيمةِ التي احترقتْ بعيداً،

وأستعيدَ معكِ شيئاً من الحلم

على سريرنا الضيّق.

نعم

لم أزلْ أنتظركِ

لأقولَ لكِ ما لم يقلهُ أحدٌ مِن قبل،

ولأشيرَ إليكِ

بإصبعي الوحيد الباقي حيّاً في كفّي:

لم أزلْ أنتظركِ

مُستمتعاً بانتظاركِ

مثلما تنتظرُ شجرةٌ وحيدةٌ في الصحراء

صاعقةً أقبلتْ إليها من السماء

مليئةً بالنارِ والموت.

 

 


 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home