طيور

 

    شعر: أديب كمال الدين

 

 

 

* طائر الوهم

 

بهدوءٍ أعمى ينقرُ قلبي طيرُ الوهمْ

يوهمني أنْ لا معنى إلّا لفحيح الموتى.

 

* طائر المعنى

 

تاهَ الهدهدُ في المعنى..

(المعنى كانَ كبيراً مُتّسعاً كضياعِ البحرْ).

حدّقَ في الأفقِ سليمانُ العالِمُ، قال:

أينَ الهدهد؟

عرفَ الجنُّ، جميعاً، بمكانِ الهدهد.

لكنَّ الجنَّ، لأسبابٍ لا تُحصى، صمتوا..

فأحالَ سليمانُ الجنَّ إلى حجرٍ

وأحالَ الأحجارَ إلى قبرٍ مُتّسعٍ

وأحالَ القبرَ إلى بلّورٍ وقواريرْ.

 

* الطائر الأسْوَد

 

كانَ غرابُ الليلِ

يقرأُ أسماءَ الناسْ

في اليقظةْ

وغرابُ الفجرَ يداعبُ ألوانَ سماء مُنقرضةْ.

واذ احتدَّ غرابُ الليلِ، احتدَّ غرابُ الفجر

حتّى سقطَ الريشُ الأسْوَدُ والأبيضُ فوقَ الناسْ.

 

 

* طائر الموت

 

1.

عارٍ كالتفّاحةِ قلبي وعميقٌ كالتابوتْ.

2. 

في الفجرِ رأيتُ التفّاحة

تتعرّى في بطنِ التابوتْ.

في الليلِ رأيتُ التفّاحة

تقضمُ رأسَ التابوتْ.

3.

عارٍ كالتفّاحةِ موتي ولذيذٌ كالتابوتْ!

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home