محاولة في هاملت 

  شعر: أديب كمال الدين

  

 

 

 

  

1.

أوفيليا،

يا غيمة البراءة،

أخبريني كيفَ اجتمعت الدنيا في جسدِك

ثُمَّ ضاعتْ في الماء؟

أخبريني كيفَ قُتِلَ أبي

وكيفَ أباحتْ أمي طيورَ طفولتي للثعبان؟

كيفَ قادني الشبحُ إلى الشبح

والموتُ إلى الطوفان؟

 2.

أوفيليا،

جسدُكِ المُقمرُ مرثاةُ عمري

إذن دعيني، مثل طفل يتيم سرقوا ثوبَ عيده،

أبكي عليك

دعيني أتعرّف إلى جسدِكِ البضّ

لأعرف سرَّ الجنونِ والهذيان.

دعيني أتعرّف إلى جبينك

لأعرف سرَّ المطر.

دعيني أتعرّف إلى أصابعك

لأعرف سرَّ الفرح.

دعيني أتعرّف إلى بطنكِ النحيل

لأعرف سرَّ الطفولةِ والطمأنينة.

3.

أوفيليا،

جمالُكِ الأسطوريّ عذّبني كلّ يوم

حتّى قادني إلى منافي الكلمات.

ورضابُكِ أبهجني مثلما يبتهجُ الساحرُ بالصاعقة.

فضمّيني قبلَ أنْ تهلكَ آخر قطرات دمي معك،

ضمّيني قبلَ أنْ يأكلني الماء.

 4.

مدّتْ أوفيليا يدَها إليّ

لكنْ ما أنْ قبّلتُ أصابعها المُترفة

حتّى تحوّلتْ إلى خناجر وشتائم،

ما أنْ قبّلتُ صدرَها الفاتن

حتّى خرجت المردةُ والشياطين

وأحاطتْ بي من كلِّ جانب،

وما أنْ قبّلتُ شفتيها

حتّى خرجت الأفعى إليّ

فسقتني السمّ

لأموت إلى الأبد.  

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home