أخطاء

   شعر: أديب كمال الدين

   

إلى المبدع الراحل: واثق الدايني

 

 

 

 

 1.

قالت النقطةُ الماكرةُ للحرفِ الحكيم:

أراكَ هرمت

واشتعلَ الرأسُ شيباً.

فقالَ الحرفُ الحكيم:

لأنَّ انتصاراتي لكِ

وهزائمي لي وحدي.

2.

بعد أنْ أكملَ الرسّامُ لوحتَه المليئةَ بالفتنة

والتي تبدو فيها المرأةُ قارّةَ جمال،

رفضت المرأةُ النظرَ إلى اللوحة:

قالتْ: كيفَ تتغزّلُ بي؟ هذا لا يكون!

فَصُعِقَ الرسّام

ثُمَّ قهقه ساخراً من كلامِ المرأةِ العجيب.

 3.

بعدَ أنْ عادَ الحرفُ مُنهَكاً من الحرب

أخطأ في توزيعِ عطاياه:

فأعطى الثعلبَ زيتوناً وجبناً

وأعطى الديكَ سمكاً وخبزاً

وأعطى المرأةَ كلمات مليئة بالشمس

وأعطى لنفْسه عدّةَ أوسمةٍ صدئة

ونامَ كما لم ينمْ مِن قبل.

4.

واذ أشرقَ الفجر

خرجَ الحرفُ للصيد

ضائعاً مثل طفل يتيم،

شاحباً مثل دمعة.

وبدل أنْ يلاحقَ طريدته

بقي طوال الوقت يرقصُ ويرقصُ ويرقص

حتّى نسي نَفْسه

وعنوانَ بيته.

5.

كلّ يومٍ أحاولُ إكمالَ قصيدتي الكبرى

نشيداً عن الخلْقِ ولحظةِ الخلْق.

لكنّني كلّما تقدمتُ خطوةً فيها

وجدتُ قلبي مُحاصراً بالنسورِ والصقورِ والبُوم

ووجدتُ أطفالي يصرخون من الرعبِ والجوع.

6.

ما معنى أنْ نكتبَ الشِّعْر:

إذا كنّا نَصرُّ على إعطاءِ الثعلبِ زيتوناً وجبناً

ونصرُّ على رسمِ النساءِ المليئات

بفتنةِ الشحمِ والغباءِ العظيم؟

ما معنى أنْ نكتبَ الشِّعْر:

إذا كنّا نرقصُ وقت الصيد

لنصطاد وقت الرقص

دبّاً من الرعبِ والجوع؟

 

  

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home