كتاب ومثقفون يشرحون الظاهرة
القراءة تحوّلت إلى ترفٍ في الوطن العربي

 

 

إستطلاع: نوارة لحرش

ما الإشكالات التي تجعـل العـربي لا يـقـرأ ولا يـمارس هـواية ومتعـة وطـقـوس القراءة كما يجب أن تمارس.. لماذا أزمة المطالعـة مـتـفـشية في خـارطة الإنـسان العـربي، ما الـذي يجعـله في عـطـلـة طويلة الأمد أمام السيدة البهـية: الـقـراءة، هـل نحـن لا نـنـتـج لهذا لا نـقـرأ ؟ هـل هـذا راجع لغـلاء الكـتـب مثلاً أو ضعـف الإنـتـاج ،وهـل هي فـقـط أزمة قـراءة أم هـي أيــضا أزمـة كـتـاب وأزمة كـُـتـاب وبالـتـالي أزمة قـارئ؟ أسـئـلـة حـملـناها لـنـخـبـة من الكـتاب العـرب فكانت الإجـابـات متـبـايـنـة لكن في أغـلبها كانـت مـتـقاربـة

 

 

أديب كمال الدين 
شاعر عراقي مقيم في أستراليا


القراءة في الأقطار العربية تبدو ترفاً أو أمراً لا لزوم له 


إنّ أزمة الـثـقافـة العـربية تـتـلخص بعـبارة تـقـول، بوضوح ما بعـده وضوح، إن "العربي لا يقرأ". فالقراءة عند العربي هواية لا تمارسها إلاّ النخبة المثقفة وبدرجة معروفة. في حين أن الغرب يقرأ، ويقرأ بكثرة، بل ان القراءة هي هواية الجميع، وصناعة الكتاب صناعة رائجة ومزدهرة ومتطورة وهي في تصاعد كميّ ونوعيّ. في حين أن كاتبنا وشاعرنا العربي ومؤلفنا العربي لا يطبع من نتاجه إلا الرقم الهزيل ولا يبيع منه إلا الرقم الأكثر هزالا !ً
كيف يطبع العربي الكاتب والروائي والشاعر من كتابه 1000 نسخة لأكثر من 300 مليون عربي؟هذه مفارقة مؤلمة . كيف يريد العرب أن يواكبوا تطور الإنسانية وهم لا يقرأون؟! يحدث هذا والعرب يملكون آلاف المليارات من الدولارات!!
هنا في أستراليا تنتج المطابع عشرات الكتب يومياً في مختلف صنوف المعرفة الإنسانية وتباع الكتب بطريقة ميسرة وهي ذات أسعار مرتفعة للوهلة الأولى لكنها أسعار تتناسب مع المدخول الفردي المرتفع للإنسان الأسترالي. هنا تطبع يومياً العشرات من كتب الفلسفة والأدب والتاريخ والجغرافية وعلم النفس والفنون بأنواعها والطبخ وقراءة الطالع واللياقة البدنية والأطفال .. الخ .. ليس هناك فرع لا يجد الإهتمام الذي يناسبه! إضافة إلى إستيراد الكتب من أمريكا وبريطانيا وكندا ...
لنعد إلى العرب، ففي الأقطار العربية تبدو القراءة ترفاً أو أمراً لا لزوم له !
ولأسباب كثيرة أهمها :

*
ارتفاع أسعار الكتاب قياساً بالدخل الفردي للمواطن العربي الذي يعاني في الأغلب من محـدودية الدخل أو الفقر أو البطالة .
 *
كثرة الممنوعات فالكتاب العربي يُنظر إليه بعين الريبة والشك لأنه سيزعزع كراسي الحكام! يحدث هذا في زمن الإنترنيت الذي دخل كل مكان في العالم ولم يترك سراً أو شبه سر إلاّ وأعلنه!
*
ضياع حقوق الكاتب العربي، فالكاتب العربي لا حقوق له ويستطيع ناشره أن يسرق جهوده بمنتهى البساطة وبأسهل الطرق!
 
*
قلة الجوائز الأدبية الممنوحة للكتاب وانخفاض قيمتها الإبداعية لأنها تُمنح في أحيان كثيرة لأسباب سياسية أو نفعية أو إخوانية وليس لأسباب إبداعية خـالصة. وهـذا يجعل الجائـزة أداة للإساءة لا للإبداع.
 *
تخلف مستوى الخدمات المكتبـية وعدم مواكبـتها، في الأغـلب، للتطورات التـقـنـية الحـديـثـة

 

كما شارك في الاستطلاع كل من الشعراء والكتاب: صلاح حسن، عدنان الصائغ، عبد السلام العطاري، كامل النصيرات، عبد الرزاق الربيعي، عبد الله الأقزم،  بشير مفتي، أحمد الصائغ، يحيى القيسي ورقية كنعان.

 

 

****************************************

نُشر الاستطلاع في جريدة النصر الجزائرية - العدد 12026-  26 أيلول - سبتمبر 2006 

 

الصفحة الرئيسية