عبد الأمير خليل مراد الحربي

 

-      تولد 1953 / بابل / قرية العتائج .

-      كتب الشعر مطلع السبعينات .

-      1985 أصدر " الوطن أول الأشياء " دائرة الشؤون الثقافية ، بغداد .

-      1999 أصدر " صحيفة المتلمس " دار الصدى ، بابل.

-      2000 أصدر " إيماءات بعيدة " اتحاد الكتاب العرب، دمشق .

-      نشر العديد من القصائد والمقالات في الصحف العربية والعراقية .

-      يعمل حالياً مديراً للقسم الثقافي في جريدة الوسط .

 

البدوي

 

لم يعرفْ السمكةَ لأنهُ لم

يتقربْ لمرةٍ واحدةٍ من البردي

أو يتوكأ قصب الهور

لم يعرف نخلةَ مريم

لأنهُ لم يطعمْ ريقهُ من دجلة

أو عسلِ الفرات

لم يعرف معنىْ للحب لأنهُ

لم يتلمسْ بأنامله

حبرَ المعجم

لم يعرفْ بغدادَ ولياليها

الألف

لأنهُ هتكَ عذريتها

في ليلةِ طمث سوداء

لم يعرفَ حمورابي لأنه

البارحة

حصدَ مسلتهُ على رؤوسِ

الأشهاد

لم يعرفْ مفردةً يسمونها

الشعر

لأنهُ مطوقٌ بالمدائحِ الموسمية

والكلماتِ الجوفْ

لم يعرف ترابَ الجندية

لأنهُ استنطق الكاتمَ

قبلَ الخروجِ إلى ساحاتِ

التدريب

لم يعرف طريقاً

يفضي

إلى الحرية

لأنهُ ألف القبو !

لم يعرف الصراطَ إلى الحكمة

لأنه امتطى حصانَ الشهوةِ

واكتحلَ باثمدِ الغواية

ويقيناً .. أنهُ

إلى الآن لم يعرفْ

حتى ( النفسِ الأمارة )

لأن ( من عرفَ نفَسهُ عرفَ ربّه )

 

لك أن تبدأ

       

       - 1 -

لكَ أن تبدأ من خَبَب

الآمالْ

وَتلمَّ بكفيكَ حُشاشَ

أضالعِنا

ليسَ لنا إلاّ حرفٌ من

شَرَرٍ

يَكتُبنا بمدادِ الزمنِ

الأدهمْ

وَطريقُ كعُصيِّ الآه

توزّعنا

ما بينَ زَفير العِثْيرِ أو نابِ

الآجالِ

   لكَ ان تبدأ من قافٍ طيِّعةٍ

الأوصال

قمر كالقَوسِ تدلّى

عنقود في صرةِ غاوٍ

أو قنديل في شَفَقٍ

لمْ يألفْه سِوى قَلبِ

أعذبَ من ناي الترحالْ

لا من قافِ القاتلِ والمقتولِ

وقد صارت

لهشيم حجولي راياتٌ من

( قيلَ وقالْ )

         - 2 -

رَكضوا يَصْطادونَ كميناً

فاصْطادهم الدهرُ بمنقارِ

كمائنِه

وأختصروا العالمَ في شَدْق

الأحوالْ

فتدْحرجَ أوّلَهم ... ثانيهم ..

ثالثهم

في الفُلْكِ وما بَرِحوا

في زَبدِ الطوفان سَبايا

وانتشروا

لما قُضِيَت ما بينَ فراديسِ

الأدمعِ

أو حنَجرةِ الموّالْ

لكَ ان تبدأ يا فرحي الساكُن

في الجبِّ

سِنيناً

فالمَطرُ الأبدي سيأتي

يأتي من حَومةِ أيْنٍ

تَتَفتقُ من هذا النهرِ

وتلك الأسمال

          - 3 -

ما أبقى الحاطبُ في حقلي

من رمقٍ

وغروبي في قبضة غاوٍ

يتسللُ من حلباتِ الديجور

فالعمرُ على صدفِ الرمل ..

 تبدّى

وذئابُ الحفلةِ تعوي من

خلف

السور

قالوا : هذا بُرد الساعة

أم نذر الأيامِ المطولة .. ؟

قلتُ : أعيدوا لي سيرتَها

الأولى

ودعوني أتدفأ بلحافِ البحر

المسجور

قد تأتيني الليلةَ أمطارُ

ظنون ..!

قد أأتيها برسومٍ أشقى

من نير سبأ

لا ندري أياً منّا يسبقُ

صاحبه

فكلانا في محوِ خُطاه بدأ

       - 4 -

سأسميك

كتاباً لم تعرفهُ الموتى

أو قنديلاً

يغرقُ في بوق

الناطور

أنتَ كمرآتي .. تشبهُني

وأنا مثلك في شقسشقةِ

البلوى

وكلانا نبحثُ في ( الكراسة )

عن قفصِ العصفور

      - 5 -

لو خيّرتُ !!!

لكنتَ ضميمي

لكنّي لا أقوى أن ألقاكَ

بنايٍ

يبكي

 أو معزوفاتٍ من زمنٍ ولّى

ولأنك مجدافي في أنهارِ

الحيرة

وحشاشةُ

هذي الروحِ المقذوفة

في حمأ التنور

ستظلُّ بعينيّ

حبابَ الذكرى

وقصائدَ

لم يألفها هذا الوترُ

المسحورْ

 

 

 الصفحة الرئيسية