الدكتور أحمد الشيخ علي

 

 

شاعر وإعلامي وأكاديمي - ولد في بغداد عام 1966. حاصل على درجة الدكتوراه  في الأدب العربي الحديث .

عضو اتحادي الأدباء العرب والعراقيين . عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب .

أصدر الكتب الشعرية الآتية :

طائر الآن ، بغداد 1997.

براثا ، مدريد 1998.

بين الـ (هنا) والحلم ، الشارقة 2003 ، الكتاب الفائز في جائزة الإبداع للشعر .

وله كتب معدة للطبع منها :

ليلة السيدة المجنحة ، نصوص في القص .

ياملك وقصائد نثر أخرى .

ربما تصير الأغنية بيتا ، نصوص .

أحدهم كسر غصن الماء ، الكتاب الفائز بجائزة حسب الشيخ جعفر الشعرية الأولى التي أطلقها اتحاد الأدباء 1999.

من كتابها ، نصوص في العشق .

فضلا عن مسرحية (تراميديا) ، أخرجها لفرقة مسرح الفن الحديث الفنان احسان الخالدي وفازت بأربع جوائز ضمن أعمال منتدى المسرح 1995 . كما فاز بجائزة الجمهورية الكبرى للشعر 1994 ، وجوائز شعرية عربية ومحلية أخرى .

 

 

نصوص *

 

ربّما تصيرُ الأغنيةُ بيتاً ..

" إلى أسعد .. بعمق "

 

ثريٌّ ليلُكَ

وأغنيتك ثرية ،

تُزهر لا مباليةً بالثلوج التي تولدُ

ـ منذُ الصباح ـ

خلفَ هذا الزجاج

المفجوع بلَغَط المصابيحِ ..

وألسنةِ  الرياح

التي

تتدلّى

من أذرع الأشجار الجليدية ..

هذه التماثيلِ البيض ،

السعيدةِ بالموت والحياة ..

والموتِ والحياة

وهكذا ..

 

أليسَ صحيحا ؟

ربما تصير الأغنيةُ بيتاً ..

ها أنت فيها ،

ثريٌّ ..

ومضيء ..

وحقيقي ـ بيتك ـ

وبلا شتاء .

فلماذا ؟ !

لماذا رأيتُكَ حزينا ؟

 

كل شيء ثري الآن ..

ها هي النوافذ مضيئة ..

والساحات

والشوارع..

ها هو بيتك .. يتّسعُ ويتّسعُ ،

ها هو يكبر

فيدخل فيه الليل والنهار ..

كلها تدخل ـ الأرض ..

فلماذا رأيتُك حزينا ؟

.. لماذا رأيتك خارجا ؟

حزينا وخارجا من البيت أبصرتُ بك !

ماذا تفعلُ في الساحات والشوارع

الميتة من الصقيع ؟

طبيعة ..

 

مثل ورقة ..

النهار

جفّ على أهدابي

وتهاوى

بلا خريف

 

هذه النهارات

تنقتل بأسرارها

وتغدو مساءات غامضة

 

إنها لغة .. ربما ،

هذه القشعريرة التي تدهم الطبيعة

حيث نرى ونسمع

ولا نقوى بعدئذ على شحذ أرواحنا

فتمضي كيف شاءت هذه الأرواح...

ونهيم بعدها .

كيف لي أن أتممّ حياة نهار شارد

مثلا ...

النهار ورقة لا شجرة لها

جفت على أهدابي ،

الورقة

تهاوت

...

...

...

كانت تحدّثني ،

أرى وأسمع

ولا أفقه شيئا !

 

ماذا عن الريح ؟..

ماذا عن البحر الذي يتجعّد جسده ؟ ،

البحر الذي في فم الرياح

البحر

المعلق

بين السماء والأرض

البحر الذي قلت ولم أفعل

البحر المحنيّ كغصن شجرة لم تنشأ

ماذا عنه ؟!

ماذا عن الذهب الذي فاض على كتف البحر ؟

ماذا عن كتفه ؟

ماذا عن كل شيء بهره ذهبه ؟

وماذا عني أيضا ؟!

 

المساء الغامض ..

سيفيق ،

عندما تصل الورقة الأرض

دوي عظيم سيحدث

ربما ..

سينقتل بسره نهار آخر

سنرى ونسمع بوضوح ،

وستخذلنا هذه اللغة

.. هذه القشعريرة

وهي تدهم الطبيعة ..

إنها تتهاوى

تتهاوى

وتتهاوى

...

...

...

هذه الورقة !!

حمامة حمراء ..

 

من هنا ..

حيث نقعد :

ـ أنا والموت ، في شقّ واحد ..

حيث يلصق وجهه ـ الليلُ

بوجهي  ..

وينظر في عينيَّ المحمرَّتين

من الخوف والبطولة .

حيث يصير الحديد البارد :

ـ جمرةً ،

والأصدقاء :

ـ ألماً في الرأس ،

من هنا تماما ..

رأيتُ حمامةً حمراء

تقطع الأفقَ نصفين متساويين ..

قبل أن تلمَّ جناحيها

على رأسي ،

حينها ـ فقط ـ

تذكرتُ شفتيكِ الوحشيتين

... حبيبتي ،

وعندما قمت لأُقبلَّكِ ..

سبقني الموتُ ،

وطبع قبلَته الشديدةَ على جبيني ،

وبهدوء ..

خرج إلى شق آخر ..

 

مشهد..

 

في المسرح الروماني ذاتهِ

على البلاطةِ ذاتها

سقط المحاربُ

سقط سيفهُ ..

أولاً ،

سقطت الشمسُ

سقطت دماءٌ كثيرةٌ

ودموعٌ

سقطت

روما … …/

لكن المسرح مازال قائماً

ومازال المشهد ذاتهُ

يتكررُ إلى الأبد ..

…………

…………

…………!

 

****************************

 (*) هذه القصائد من مجموعة بعنوان ( ربما تصير الأغنية بيتا ) لم تصدر في كتاب .

 

الصفحة الرئيسية